سقوط العلم في دائرة الجهل

زمنٌ أعطى للفشل مكانة .لم يكن ذلك الفشل سببا وحده في الإرتقاء المكذوب بل من كان حوله من المنتفعين أيدوا ذلك الفشل ، وجعلوا منه نجاحاً ، وإنجازاً يستحق التقدير ، والكثير يريد لذلك الفشل أن يبقى حتى ينال نصيبه من تبعاته ، بل يذود عن كيان ذلك الفاشل ، ويتمنى أن يبقى دون رقيب ولا حسيب . عالم عربي أصبحت المادة والغني هما الوحيدان من يجعلك في القمة ، وتستطيع من خلالهما الصعود على أكتاف الغير. قدلا تستطيع كتابة اسمك ، ولا حتى الحديث بطلاقة مع غيرك ، لكن على حين غِرة تجد نفسك في الأعلى ، و لم تكن تحلم بهذا الصعود. يستُخدم في هذا الإرتقاء عوامل عدة منها دهن السير ، والمحسوبية ، وعبارات أخرى منها صديقنا ،وولي نعمتنا . لايهم الفشل ، ولا نسأل عن المصير المحتوم حتى لو كان هذا الفشل يخص المجتمع بأسره . ذلك العالم لإيجد سوى العلم الذي أفنى حياته في طلبه بعد سهر ، وتعب. هذا حال مجتمعي العربي من يلوم تلك العقول التي هاجرت بعيدا عن وطنها الأم
50 0/0 من الأطباء و23% من المهندسين و15% من العلماء من مجموع الكفاءات العربية التي هاجرت إلى أوروبا وأمريكا ، وتوضِّـح بعض الدراسات أن نحو 75% من الكفاءات العِـلمية العربية هاجرت إلى ثلاث دول غربية بالتحديد وهي: بريطانيا وأمريكا وكندا.تُـعتبر مصر الخاسر الأكبر من هجرة الكفاءات والعقول بصفة إجمالية. ففي أمريكا أكثر من 320 كفاءة مصرية وفي كندا 110 وفي أستراليا 70 وفي بريطانيا 35 وفي فرنسا 36 وفي ألمانيا 25 وفي سويسرا 14 وفي هولندا 40 وفي النمسا 14 وفي إيطاليا 90 وفي إسبانيا 12 وفي اليونان 60؛ كما هاجر من العراق 7350 عالمِـًا في مختلف المجالات في الفترة من 1991- 1998، وذلك بسبب الأوضاع التي كانت سائِـدة في العراق وظروف الحصار الدولي، التي طالت الجوانب العِـلمية في البلاد. وقد كان لهذه العقول وجود مميز عن غيرهم ، كل هذا بفضل الجهل العربي ومن يقوده من القادة الجهلة ، والذين كانوا سببا مباشرا فيما آلت اليه الأمة من جهل وتخلف حتى عاد المجتمع العربي في ذيل العالم اليوم . لذا أقول قد سقط العلم في دائرة الجهل .