الاتجاه الرئيسية

حقيقة التنمية في الموازنة

عندما تطل هذا العام الموازنة المباركة بوجهها الباش والمبشر وهي بهذا الحجم رغم تدني الاقتصادات العالمية فضلا عن ما هو محاط بالمملكة من جوانب سياسية متقلبة فان ذلك لاشك مبشر بالخير لان التنوع الاقتصادي للدولة ومن خلال البحث الدائم عن مصادر للدخل ساهمت بشكل مباشر في إستمرار الموازنة بهذا الحجم وان دل ذلك إنما يدل على القدرة والثبات والأخذ في الحسبان كل المتغيرات الاقتصادية مهما عتت عواصف الاقتصادات المهددة بريحها الصر صر فالاقتصاد السعودي يتمركز على نواحي هامه ومتعددة مما يرسم ظلال واضحة المعالم والملامح في الدعامة الوطنية كقوة ثابتة وثابة وفي مقدمته ذلك كله الإنسان كثروة حقيقة جديرة بالاهتمام فقد اعتني بالإنسان عناية تامة مما برز على المستوى الاجتماعي حقيقة ذلك الاهتمام الاقتصادي والإنمائي فالإنسان السعودي بات يشار إلية بالبنان ومتصدر في المحافل الدولية والإحصاءات والدراسات من مراكز بحث عالمية تشير إلى ذلك فالإنسان السعودي أصبح مدركا للمتغيرات أيا كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وغيرها وبات يواجهها بعنفوان عقل الواعي وبمحتوى ناهض وهذا لاشك قيمة حقيقية نفخر بها في المملكة.
إن ما يحاط بنا من ظرف سياسي أدركه الإنسان السعودي أدركه وبتضامن تام جدير بالذكر هذا الوعي بات ملموسا وبشكل مباشر في صفوف المواطنين على اختلاف مستوياتهم وشرائحهم وطبقاتهم .
وما أود أن أثيره في هذا السياق هو إن التنمية التي سعت إليها الدولة طوال عقود خلت تأتي من منظور أوسع من مجرد البعد الاقتصادي والمعيش المادي اليومي فالتنمية الحقيقة هي تنمية الإنسان نفسه وهذا ما نراه ماثلا اليوم ففي القرارات الأخيرة التي واكبت الموازنة في الارتفاع الطفيف للمحروقات البترولية ولبعض الخدمات كالكهرباء والمياه أقول انه أدرك انه مطلب وطني ليس من منظور مادي فحسب بل نراه أردك الأهداف المرجوة في رفع مساحة الترشيد وعدم الهدر على الأقل في الظرف الآني المنظور وهذا الإدراك يأتي بروح عالية وعقل واع لان القرار من قيادة حكيمة دأبت على الاهتمام والعمل وفق استراتيجيات بعيدة لخدمة هذا الوطن في الاتجاهين الأفقي والعمودي ليطال مساحة كل هذا الكيان .
إن عنصر الوعي لدى المواطن وعنصر الإدارة لدى القيادة وفقها الله تشكل وحدة المجتمع مع استمرار عطاءاته ومنجزاته وهما يشكلان العلاقة العميقة التي تربط بين الإنسان المواطن والإنسان القائد لتتمازج وتتماها في بوتقة واحدة لتشكل قوة تضامن وتعاضد كثقافة وطنية متكاملة قوامها الأساس حماية المنجزات الوطنية واستمرار وحدتها وعطاءها وصولا إلى تنمية مستدامة لنا وللأجيال القادمة على هذا الثرى الطاهر .

عوضه بن علي الدوسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com