في أرض زهران الحبيبة مهجتي .. قصيدة حنين للشاعر علي الحسني

عندما يُعيد الحنين ابن الريف الى تلك القرية الجميلة في اقصى جنوب السعودية بمنطقة الباحة ، بعد ان تعلقت ذكريات الغيم والارض والبلاد ، وذاق طعم ثمارها ونشأ على مدرها وتحمل بردها وتمتع بربيعها . قصة الشاعر الاديب الذي اختار اعذب المفردات لتصوير محبته الى الارض في قصيدة فصحى صوّر فيها خيالاً واسع للوصوف البليغة .
حلقت في الأفق البعيد وطاف بي
طيف الأحبة لا كطيفٍ عابر
في أرض ( زهران ) الحبيبة مهجتي
أهلي هناك وصحبتي وأواصري
تتوشح الزيتون في جنباتها
وجبالها من حولها بها كاساور
واللوز والرمان والتين التقت
أغصان عشقٍ في عناقٍ نادر
ثم انثنيت لشدو بلبل دوحةٍ
طرباً وشوقاً ياله من طائر
يستنهض الوسنان حسن غنائه
ويريح ذا أرقٍ بمقلة حائر
هذا يذكره الهوى فيهيجه
إذ ذاك يسلبه عناء الساهر
ومررت ( باللحيان ) ذي السفح الذي
أرعى به غنمي بصبحٍ باكر
والطل ينثر دره متلأ لئـاً
عند انبثاق النور راق لناظر
وهناك ألقى من يسرّ لقاؤه
ويطيب لي معه حديث تحاور
حتى إذا حمي النهار هجيره
فمقيلنا في ( الحيط ) غير مهاجر
فهناك أشجارٌ يطيب هواؤها
أفياؤها مهوى فؤاد الزائر
( والطفّة ) الأطياف سرّ بهائها
وترى ( تِهامة ) من شفاها الآسر
وظمئت فاستعذبت نبعاً سلسلاً
بمرابع ( القصباء ) طاب لشاكر
من بعد ما يممت سيراً أبتغي
( المضحاة ) ( فالشنان ) سير الكاسر
تلك العقاب هبطت منها مسرعاً
فطويتها طي الجواد الغائر
وأغظت أعدائي بإقدامي فما
أسلمت أمري للخذول الغادر
وحفظت نصح أبي الحكيم يقول لي
سر ياعلي إلى العلو وحاذر
والسر إن أودعت غيرك حفظه
فاعلم بأن السر ذيع لآخر
ودع اللئم فلا تصاحب غير من
يسمو بفضل مناقبٍ ومآثر
وطفقت أقطف من ثمارٍ أينعت
مامسها غير الطهور الطاهر
من كل سارية تألق برقها
في ودقها لمعان صدق بشائر
تلك الرؤى أرنو لها كمتيمٍ
يرنو إلى طرف الجميل الساحر
شكراً جزيلاً لكرمكم
أطيب التحايا وتقديري لكم