موروث وجبة “اللطف” .. المالحي يستحضرها مع ضيوفه

الاتجاه – بخيت طالع
على نمط العادات الموروثة، زار مؤرخون وإعلاميون وكُتاب قرية وادي الصدر بزهران، بدعوة من التربوي والشاعر الأستاذ أحمد بن محمد المالحي، وابنه الزميل الصحفي فواز المالحي، عصر أمس الأحد، في مجلسه الجديد الذي فرغ من بنائه مؤخرا، وخلال الزيارة تم استدعاء عادة اللطف التراثية، حيث تحلق الزائرون حول وجبة تراثية، من الخبز البلدي والسمن والمعرق والعصيدة.
تعتبر عادة اللطف من الموروث المحلي، في قبيلة زهران وما جاورها .. وربما لدى كثير من القبائل الأخرى.
يقول الباحث التاريخي الأستاذ عبدالحي الغبيشي: اللّطف عبارة عن وجبة طعام خفيفة، من مكونات البيئة المحلية، تقدم للضيوف في وقت ما بعد صلاة العصر احتفاء بهم وتقديرا لمقدمهم .. مشيرا إلى أن هذه العادة الجميلة بدأت تندثر، ولذلك يجب أن تظل قيمة تراثية حية، يورثها الآباء للأبناء.
وأضاف: يتألف اللطف من الخبزة المحلية والسمن والعسل وإيدام المعرّق وهو اللحم مع (مرق شديد التركيز) وربما بعض فواكه المنطقة، والعصيدة ونحو ذلك .
وأوضح: أما إذا كان وصول الضيوف إلى بيت مضيفهم في وقت الصباح (الضحى مثلا) فإنه يسمى القدوم أو وجبة القدوم، وهي مماثلة لمغزى ومكونات اللطف، ولا تختلف إلا في الاسم، حيث اختلاف التوقيت.
وضم الوفد الزائر، كلا من ضيف الشرف البروفيسور صالح بن غرم الله الزهراني، والمؤرخين عبدالحي الغبيشي، ومحمد العسعوس، والكاتب جمعان بن عايض، والروائي والكاتب محمد بن جبران، والمعلق الرياضي والصحفي علي البشيري، والإعلامي بخيت طالع.
وحظوا باستقبال حميمي من عدد من أعيان وادي الصدر، تقدمهم معرف قرية الفقهاء حسن الصالبي، وعبدالله محمد المالحي و محمد بن حسن خبتي، وأحمد يحيى الدحية، وعيدان محمد، وعبدالعزيز بن عمر، وأحمد محمد الدحية.
وخلال الجلسة دارت أحاديث ودية، مع بعض اللمحات التاريخية عن وادي الصدر، ورجالاته وتاريخه، وأبرز المبدعين والشعراء الذين خرجوا منه، وعن بيت المالحي العريق، والشاعر المشهور فيه محمد المالحي، وهو ابن أخت الشاعر الأشهر في المنطقة ابن ثامرة.
وخلال الزيارة تسلم الضيوف نسخة موقعة من كتاب مضيفهم “بدع ورد” الأستاذ أحمد المالحي ، والذي احتوى على مساجلات شعرية من قصائد شعر الشقر، بينه وبين صديقه المغفور له الأستاذ جمعان بن علي، ومقدمة من قصائد الشاعر الفقيه محمد بن حسن المالحي.
بعدها غادر الزائرون، وخلال عودتهم في طرقات وادي الصدر، عاشوا لحظات جميلة تحت وابل من الأمطار، لتظل الزيارة واحدة من أجمل الذكريات.