الشاعرة فايزة سعيد: لا أنسى اجتماعنا العائلي الرمضاني، وديواني الأول نظرت له كأمٍ

الاتجاه – مريم الحسن:
هذه الفقرة (ضيف ليالي رمضان) أردنا من خلالها أن تكون مدخلًا لنا، لنقلب بعضًا من صفحات الأدباء والشعراء، الذين عشقوا هذا الجنس الأدبي الجميل، وتماهوا مع جمالياته وفنه ومتعته.
ولقاء اليوم مع الشاعرة والكاتبة (فايزة سعيد) .. فتعالوا لنتعرف على ما قالته لنا:
ماهي ممرات الفرح التي لا تنسينها في حياتك؟
ممرات الفرح كثيرة لكن اهمها تلك التي تقودنا الى الله فنشعر اننا على الطريق الصحيح مثل عندما اودي صلواتي كما يجب وكما ينبغي للمؤمن أن يكون في حضرة ربه جل جلالة من سكون وخشوع وطمأنينة القلب وكذلك مع بقية الطاعات والعبادات التي يجب ان تودا كما يجب وينبغي بما فيها الصيام في رمضان
الممرات الثانية هما الوالدان ففرحي كان عندما كنت اجد على وجهي ابي ابتسامة عريضة جميلة او اكون معه نتحاور في كل شيء وقتي مع أهلي هو عندي يعادل العمر كله، اما ما تبقى من ممرات الفرح فهي ساعة ما أكون مع كتبي وحين اكتب اغوص في تفاصيل الحروف واللغة وحين اجدني وقد سافرت على اجنحة اللغة الى هناك خلف حجب النهار المتواري خلف ضبابية الايام
لو دار الزمان وعدت تسكنين في بيتك القديم وتجلسين مع أهلك وأحبابك في شهر رمضان بدون انترنت أو جوال توافقين أم لا؟
طبعا بقوة وبقوة شديدة، الانترنت لص قاتل محترف خطير جدا، لص غير عادي سرق منا راحة البال، سرق منا الوقت ونحن نطارد اشباح العالم الافتراضي، واخبار ألعالم، سرق منا هويتنا الخاصة حين يزج بنا الى قيم وعادات دخيلة علينا وعلى ديننا واخلاقنا فضلا عن صور وفيديوهات تخدش الحياء قبل العين، وحولنا إلى مدينة من الصمت كل سكانها اشباح ومردة وشياطين، مواقع التواصل الاجتماعي تعد كارثة العصر بكل المقاييس
صورة حية عشتيها لا تنسينها في أيام الشهر الكريم ومنها نبضت حروفك وكتبتي عنها نصا له شأن خاص عندك؟
صورة حين اكون مع أهلي على سفرة واحدة في الفطور او السحور، لكن لظرف ما افتقدت تلك السفرة، وافتقدت جلوسي مع اهلي على تلك السفرة
في رمضان هل تستشعرين الشعر والقصة أم هي تستشعرك بمعنى يلوح لك طيفها أم أنك تبحثين عنها لتكتبها؟
أنا أكتب قصيدة النثر، وبما أنني أكتبها فقصيدة النثر هي أقرب للقصة القصيرة، من حيث الأفكار والمعاني والمضامين، فنجد أن هناك الكثير ممن يكتب القصة القصيرة بنفسٍ شعري وبلغة شعرية أقرب للقصيدة الشعرية خاصة ما يسمى الآن بالقصة القصيرة جدا، أو القصة الوجيزة
أول نص كتبتيه هل كان في الشهر الكريم وإذا كان هل تعرضه علينا؟
نصوص كثيرة، أذكر منها هذا النص بعنوان …
أنا ورمضان
ماذا عندما تتعلق بشخص أو مكان أو حدث أو روح سكنتك لا تريد أن تغادرك
شيء تشعر أنه ملأ عليك الكون .. أرضه وفضاؤه وهواؤه؟
لا ترى منه إلا الجميل .. ولا تستطيع أو لا ترغب البعد عنه طرفة عين
تتنفسه حياة وشعورًا وأيامًا وسنينا
وتنام أنت تتمنى ألا يطول نومك حتى تعود لموطن تعلقك إلى حبك الخالد
هكذا أنا ورمضان، أعيشه حبا وأنتظره حلما، وبه أتطهر من دنس الوجود
ماذا تقول عن إصدارك الأول في الشعر؟
أنا شاعرة وأكتب قصيدة النثر، وديواني الأول كان فرحي الأول عام ٢٠٠٤، حين لمست أصابعي ورقة، كان في يدي كأنه أوراق ورد معطرة بعير أخاذ وساحر، يصل شذاه الشمس
أذكر أنني كنت أنظر إلى غلافة كام، تنظر إلى وجه مولودها الصغير للمرة الأولى، بحنان وفرح غير عادي، كان ديواني الأول هو نقطة البداية، كي أمد جسور المعنى بين الحرف
والحرف، واللغة والأنا والذات الأخرى مني أنا فايزة سعيد إلى العالم والوجود والأشياء والناس وكل مكونات وعناصر جميع الأشياء على هذه الأرض، حيث وصلت إلى أقصى حدود المشاعر والأحاسيس، أن هناك على هذه الأرض وفي الحياة ما يستحق الكتابة ولا شيءٍ غير الكتابة.
الكتابة وحدها هي عناوينا الجديدة، إلى كل شيء نعيشه ومن خلاله نستطيع ان نكون أو لا نكون