مقابلات وتقارير

إبراهيم الطويل: لا أنسى أصدقاء زمان بـ”الفريج”، و”نقب رسيول” أغضب جيراني

الاتجاه – مريم الحسن:

هذه الفقرة (ضيف ليالي رمضان) أردنا من خلالها أن تكون مدخلًا لنا، لنقلب بعضًا من صفحات الأدباء وكتاب القصة تحديدًا، الذين عشقوا هذا الجنس الأدبي الجميل، وتماهوا مع جمالياته وفنه ومتعته.

ولقاء اليوم مع الأديب القاص (إبراهيم الطويل) .. فتعالوا لنتعرف على ما قالته لنا:

ماهي ممرات الفرح التي لا تنساها في حياتك؟

ممرات الفرح كثيرة، من أهمها اللمة العائلية التي تشعرك بالدفء والحنان، الصحبة الطيبة الذين أضحك معهم من كل قلبي. وايضا الجلسة مع الكتاب واستكشاف أفكار العالم وتاريخه.

ومن ممرات الفرح في حياتي والتي تتكرر بشكل مستمر، هي لذة اكتشاف المعرفة الجديدة لدرجة تملؤني بالفرح وتجعلني يقظا أقاوم النوم، لكيلا تذوب تلك الفرحة في مناماتي، إن هذا ممر الفرح الذي لا أريد نسيانه وذهابه من داخلي. 

وغيرها الكثير الكثير من ممرات الفرح والسرور تغمر حياتنا في كل جوانبها.

FfkuwK4XoAUIRCs

لو دار الزمان وعدت تسكن في بيتك القديم وتجلس مع أهلك وأحبابك في شهر رمضان بدون انترنت أو جوال توافق أم لا؟

عندما كنا صغاراً ، كنا في الفريج (الحي) القديم في وسط الهفوف التاريخية ، كنا مجموعة من الأصدقاء نقرأ مجلة ماجد، وكان أحدنا يراسل المجلة كصديق، لأنني لم أكن أعرف حينها البريد وكيف نراسل الآخرين، بقيت تلك الرغبة في المراسلة مدفونه في داخلي تراكم عليها غبار الزمن، وفي أحد السنوات ونحن في عصر الانترنت، أحد الأصدقاء ذهب للدراسة في أمريكا، قبل وسائل التواصل المنتشرة حاليا، كان البريد الالكتروني هو وسيلة التواصل، طلبت منه تزويدي بالبريد العادي له، استغرب ولكنه رضخ لرغبتي، بدأت أرسل له رسائل مكتوبة باليد وأرسلها بالبريد العادي، حينها شعرت بالزمن وثقل الانتظار، لقد جربت شعور انتظار الرسالة وانتظار الرد عليها، له طعم مختلف جدا، فمن جرب السرعة باللحظات في الارسال والرد، ولم يجرب لحظات انتظار الرسالة من الصديق او الحبيب او الأهل فلقد حرم من لذة مختلفة تماماً.  

2 4  

صورة حية عشتها لا تنساها في أيام الشهر الكريم ومنها نبضت حروفك وكتبت عنها نص له شأن خاص عندك.

عندما كنت صغيرا كنت أمارس بيع  البليلة والباجلا  في ليالي شهر رمضان في الفريج الشمالي في وسط الهفوف التاريخي ، كنا ننتظر قدوم ليلة العيد لأن لها حكايات وحكاية ، فكنا نبدأ تجهيز ما سوف نبيعه في يوم العيد من بسكويتات وحلويات والعاب صغيرة، فكانت تدور رحى معركة خفية بين الأطفال حينها، من سيكون له الموقع الاستراتيجي في الفريج ليضع له بسطته ويبيع أغراضه، فكنا نتسابق في ليلة العيد بعد الفطور في الخروج بسرعة بعد الفطور لنضع لنا مجموعة من الكراتين التي نجلبها من المحلات المجاورة للفريج بالذات محلات بيع الأجهزة الكهربائية الكبيرة مثل الثلاجات وغيرها. لأن تلك الكراتين ستستوعب بسطتنا الكبيرة والمتنوعة.

أما صباح العيد فله بهجته المختلفة، بعد أن نلبس ثوب العيد الجديد نخرج أنا وأخي الأكبر لنتولى البيع في تلك البسطة حتى نلتقط أول الزبائن من أطفال الفريج، يا الله.. يا لرائحة تلك الألعاب النارية الصغيرة (الشراقي) التي لازالت عالقة في ذاكرة الروائح بداخلي.

كل تلك التفاصيل ضمنتها في داخل قصصي.

3 4

في رمضان هل تستشعر القصة أم هي تستشعرك بمعنى يلوح لك طيفها أم أنك تبحث عنها لتكتبها؟

رمضان هي كل الحكايات، انه الروحانيات بكل تفاصيلها وطغيان الروح وتلاوات قراء القرآن، وأدعيته المختلفة عن كل الشهور، إنه الحكايات في التواصل الاجتماعي المكثف، إنه السمر والضحك وكل الحكايات.

شهر رمضان وجبة دسمة من الحكايات في كل تفاصيله حكاية وقصة تكتب

فالقصة ورمضان متلازمتان لا يفترقان.

images 1

ماذا تقول عن إصدارك الأول في القصة؟

انه يحكي قصة الإنسان والمكان بكل تفاصيله، إنني أنتمي للمدرسة التي تسلط الضوء على المجتمع كما هو بخيره وشره، ولذلك كان إصداري الأول المجموعة القصصية “نقب رسيول” يحكي قصة الإنسان في الفريج الشمالي بوسط الهفوف التاريخي، وأنه أول إصدار قصصي لي فقد وقعت في الفخ، إنه فخ الأسماء والمكان وتطابقها مع بعض الشخصيات الواقعية، ولأنني لم أقم بتلميع تلك الشخصيات بل زدتها خيالاً خصباً، خيال القاص الذي يحرك شخوص قصصه كما يرسمها في مشواره القصصي للقصة، لذلك حدث جدل  كبير داخل مجتمعي المحيط، والذي عاش بعضهم في أحداث الماضي، فتقدمت مجموعة من العائلات إلى عائلتي، إلى أعمامي أخوالي  بالشكوى لهم مما كتبته، لأنه في زعمهم رموز عوائلهم الماضين، قد أشير لهم بتلك القصص، وهذا سيشوه تاريخهم الماضي والمغطى.

وبالفعل اجتمع بي كبار شخصيات العائلة، وحاكموني بكل التفاصيل، ودافعت عن نفسي بقوة، لكنهم انتصروا عليّ لأنهم أعمامي وأخوالي، فلا استطيع تجاوزهم من باب الأدب واللباقة الاجتماعية، ووصلنا لحل يرضيهم جميعاً، بأن أقدم لهم اعتذاراً في الصحف الإلكترونية التي نشرت فيها بعض تلك القصص، وفعلاً قدمت ذلك الاعتذار، وذكرت فيه أن أهل الفريج طيبون ولم أقصد أحداً، وإنما هو تشابه أسماء.

 بعدها مررت بحالة نفسية لم أستطع أن أمسك القلم لمدة ستة أشهر، كانت أول صدمة أتعرض لها من هذا النوع، ولكنها شكلت لي تجربة قاسية تعلمت منها الكثير. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com