رواية ندى لـ د. سونيا .. إنسانية تسافر خارج الزمان والمكان
قراءة – فايـزة ســعيد
رواية ندى للدكتورة “سونيا مالكي” هي رواية اجتماعية إنسانية من الواقع المعاش.
ما يميز الرواية أنها أحداث خارج الأزمنة كما الأمكنة.
فالقارئ السعودي سيظن أنها أحداث من واقع المجتمع السعودي، وكذلك البحريني فسيظن أنها حدثت في المنامة، وكذلك الإماراتي وحتى القارئ العربي لن يفرق إن كانت أحداث القصة قد حدثت في القاهرة أو بيروت أو حتى الرباط.
أما بالنسبة للسرد الزمني فهي خارج الزمن، فأحداث الرواية قد تكون قبل ثلاثين عامًا، أو حتى خمسين عامًا لولا أن وردت جملة الاتصال عبر (السكايب) المرئي، وقد تكون مستقبلا لخمسين سنة قادمة.
تعالج الرواية عدة أمور شائكة، فالحزن ليس ما تصنعه الأقدار لنا، إنما ما نصنعه نحن لأنفسنا، فلو كان الجد عبد الحميد الجابري واعٍ بما فيه الكفاية لتجاوز عن ابنه مصطفى بعض عثراتهـ وتقبله كما هو؛ حينها لن يضطر الابن للهروب ومعالجة الخطأ بخطأ أفدح، وتعرضه للأخطار وزواجه بامرأة غريبة.
كما تتطرق الرواية إلى ماهية الفقد، فرغم ما تعيشه البطلة ندى من حياة مرفهة فوق العادة في قصر الجد عبد الحميد الجابري، إلا أن ذلك لم يجلب لها السعادة، في ظل غياب والديها الذي خلف في داخلها حزنًا عميقًا وأفقدها طعم الفرح.
عموما الرواية شيقة في سردها ومضامينها، وقد أبدعت الدكتورة سونيا مالكي في هذه الرواية، ولها السبق في أن الرواية مستقبلًا سوف تعتمد على الحدث فقط، في عالم أصبح كل ما فيه افتراضيا حيث تغيب الازمنة والأمكنة وربما الهويات.
……
شاعرة – السعودية