آراء و تدوينات

مسلسل عيد وسعيد ..  إلى أفلام السعودية

فـواز المالحـي

صناعة الدراما مهمة ليست سهلة، حين تكون محلية وتحمل في داخل تفاصيلها قضايا وأخبارًا اجتماعية ورسائل أسلوب الحياة المخضرم، يقدم تلك المهمة الصعبة الممثل عطية العويري وفريقه، من بين جدران البيوت القديمة داخل القرية الأثرية في منطقة الباحة بمحافظة المندق، وسط البيوت القديمة في قرية عويرة.

فريق المسلسل الشهير “عيد وسعيد” بدأ بشكل تلقائي في عام 2013 م، وحقق مشاهدات عالية جداً، وذهب بين قبول ورفض، حتى حقق مشاهدات مليونية عبر منصة يوتيوب، تجاوزت المشاهدات 10 ملايين في الجزء الأول، وفي 2024 م من خلال 41 حلقة حقق مجموع مشاهدات فاقت 89 مليون مشاهد، فضلاً عن المشاهد المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي الأخرى.

استخدم فريق المسلسل نمط حياة القرية القديمة المبنية من الحجارة، وكذلك صور واقع حياة السبعينات والثمانينات الميلادية مستعيراً الملبوسات والأطعمة ودكان القرية، الذي يبيع الأغذية وجميع المستلزمات، واستطاع السفر بالمشاهد عبر الزمان، وغمسه في واقع الذكريات التي يراها في خياله. وحققت ديموغرافية المشاهدة امتيازاً مهم إذ أشبعت الكبار بالذكريات والحنين إلى تفاصيل الحياة القديمة، ولمست لدى الشباب الفكاهة والمتعة في سرد صعوبة الحياة وفراغها من كماليات الحياة الحالية.

تقنيات التصوير والصوت والإخراج والنص والحوار، بطبيعة الحال كان التصوير والصوت متوسطة الجودة في البدايات، كحال أفلام اليوتيوب في تلك الفترة التي لم تصل الى تقنيات الـ 4K، وطغت الشخصية التلقائية للمثلين الموهوبين بالفطرة، على كل أركان المسلسل .. وأخرجت حوارًا تلقائيًا جميلًا، وتنفيذ لفكرة الحلقات وما تحمله من أهداف اجتماعية تلامس عاطفة المشاهد.

خرج الجزء الثاني والعشرون مكتمل الأركان، ليحقق امتيازًا عالٍ جداً على شاشة اليوتيوب، يصنفه المشاهد من الأفلام القصيرة المرشحة لأكبر الشاشات الرقمية والعربية إن حضي بترجمة متخصصة. لاسيما وأن العمل يبدأ بالفكرة وينتهي بالمونتاج والتسويق والعرض بيد أبطال المسلسل أنفسهم.

يحتاج فريق وأبطال المسلسل الموهوبين إلى عناية إنتاج فائقة، ونقله إلى مصاف صناعة الأفلام السعودية، واستثمار الطاقات البشرية، ونمط المسلسل بمهنية عالية، ودعم يوازي طموحاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com