ثقافة و فن

مواهب شابة في أمسية لنادي القصة بالأحساء

* الدندن: تتكئ قصص حسن العلي على ما يخالج ذات الفرد من مشاعر وأفكار وهموم.
* عمران: في المجموعة القصصية أنت أمام مهمة جديدة حتى لو كانت القصة قصيرة جدًا.
* العلي : كنتُ أؤمن في قرارة نفسي بأن الأمسيةفرصةٌ لاتفوت، لا للظهور فقط بل لتكوين صداقات جديدة

الاتجاه – الأحســاء:

أقام نادي القصة بالأحساء ضمن فعالياته وأنشطته الشهرية أمسية قصصية شارك فيها القاصان … حسين العلي وعباد حسين،

وأدار الأمسية القاص جعفر عمران الذي بدأها بمقدمة عن القصة القصيرة تساءل فيها:
هل القصةُ فعلًا قصيرة؟ وهل يمكن لها أن تكون قصيرةً جدًا؟
وأجاب “من السهل كتابة انطباعك عن رواية، مهما كثرت صفحاتها وتعددت شخصياتها وأحداثها لأنها تظل تسير في خط مستقيم يصل إلى نهاية محددة، وبشخصيات معدودة أو شخصية رئيسة، يمكنك بسهولة الحكم على الرواية “الطويلة” والخروج بحكم واحد ومحدد وواضح، ولكن في المجموعة القصصية أنت أمام شخصيات وأحداث متنوعة وانطباع مختلف، في كل قصة أنت أمام مهمة جديدة حتى لو كانت القصة قصيرة جدًا. ربما هذا ما يجعل القصة من أصعب الفنون كتابةً وقراءةً ونقدًا”.
ويتابع عمران تساؤلاته: “هل يجعلنا هذا الرأي نفتخر كوننا نكتب القصة!! وهل نحن قاصون أم أننا فقط نكتب القصص؟؟
أسئلة ليس بالضرورة أن نمتلك إجابات لها، فالسؤال الذي تكون له إجابة واحدة ومحددة يتوقف عن الجريان والتشكّل والتأثير.
في المجموعة القصصية وفي القصص أين تعثر على القاص؟، في أي قصة في أي جملة، إنه متوارٍ في كل القصص ومبعثر، لا يمكن القبض عليه ولا يمكن العثور عليه أو مشاهدته من خلف زجاج شخصياته، إنه متعدد وكثير ومتفلّت، هارب في كل القصص”.
وقال: “القصة قصيرة بعدد كلماتها! ولكن ماذا عن تلك الكلمات التي تجعل الشخصية تسكن في ذهنك وذاكرتك، كما شخصيات يوسف إدريس وإبراهيم أصلان وبورخيس وجار الله الحميد وعبدالعزيز مشري وفهد المصبّح وطاهر الزارعي وغيرهم وغيرهم”.
مستشهدًا بقول بول ريكور :”أن متابعة القصة عملية معقدة جدًا تقودها توقعاتُنا حول نتيجة القصة حتى تتوافق مع الخاتمة”
ويتساءل ريكور ما هي الحبكة؟؟؟ إنها تركيب عناصر متنافرة. (تركيب المتنافرات).
ويرى ريكور أيضًا أن (عملية التأليف أو الصياغة لا تكتمل في النص وحده، بل لدى القارئ)
وأن (معنى السرد أو دلالته تنبثق من ” التفاعل بين عالم النص وعالم القارئ”).
ولا يتردد أرسطو في القول بأنّ:” كل قصة مبنية بناءً محكمًا تعلمنا شيئًا”.
وأضاف “عالَمُ القصة “القصيرة” الضاج بالشخصية الصاخبة بالأحداث. العالَم القنوع المتواري عن أنظار الساحة الثقافية وعن المثقفين وعن كشّافات الشهرة واللمعان، حيث القاص يسير بهدوء خافضًا صوته، عيونه محدقة في الفضاء، يعيش متفرجًا ينصت بإخلاص وتركيز إلى همس المتعبين وإلى زمجرة القساة الطاغين.

بدأ الأمسية القاص عباد حسين بقراءة بعض النصوص
(مواطنٌ عاطلٌ عن الأمل)
(شيطان جدّي)
(نرجس والبقّال)

وقرأ القاص حسن العلي: (منفصل
اتركني أرحل
يملأ يديَّ الفراغ
ذاكرة)

ثم بدأت المداخلات حيث ذكر القاص محمد الدندن
(تتكئ قصص حسن العلي على ما يخالج ذات الفرد من مشاعر وأفكار وهموم، وتنضح قصصه بلغة شعرية أدبية، تتّسم بالتجديد خصوصًا في قصّة “منفصل” التي تحاكي جيل الألعاب الالكترونية، بأسلوب فريد وشيء من الغموض والتشويق، كما أنّها تتميز بالسرد غير الاعتيادي للقصة القصيرة. وأما عبّاد حسين فيمتعنا بسرد قصصي رشيق يقتحم الحياة الاجتماعية البسيطة، ويحرّك أحداث القصة كالذي يحرّك الدمى ببراعة، ويأسرنا بأسلوب ماتع يأخذنا من بداية القصة إلى نهايتها ونحن مغمورون بتفاصيل القصة وشخوصها، كما في قصة “هند والبقّال”).

وفي ختام الأمسية قدم القاص حسن العلي شكره وامتنانه لمن وصفهم بأنهم لم يمتنعوا عن استبدال رؤوسهم من حينٍ لآخر.. لفهم ما يحاول فهمه. كونها، الأمسية، أول ظهور له، وقال “كانت جمرة التوتر تتقد في الدم أثناء الإعداد لها واختيار القصص ومراجعتها. ولكن في الوقت ذاته كنتُ أؤمن في قرارة نفسي بأنها فرصةٌ لاتفوت، لا للظهور فقط بل لتكوين صداقات جديدة، كنت أتوق إليها منذ زمن. كانت ليلةً جميلةً بإدارة الأستاذ جعفر عمران وبرفقة عبّاد، والحضور الذي غمرنا بلطفه وحسن إصغائه وتفاعله المبهج للقلب مع النصوص. شكرًا جزيلًا أصدقاء السرد”.

ومن جانبه قال القاص عباد حسين:
“يشكو بعض الأصدقاء الكتّاب والشعراء من وجود فجوة بين مدنهم الأصلية وحضورهم في المشهد الثقافي، لذلك كانت سعادتي مضاعفة بأمسيتي الأولى التي كانت في الأحساء بتنظيم أصدقاء السرد، وأود أن أشكر الأستاذ أحمد العليو والأستاذ جعفر عمران اللذان أتاحا لي هذه الفرصة للظهور، كما أشكر جميع من حضر الأمسية من الأصدقاء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com