مشاعر مؤجلة
هاني الحجي
فلسفة مؤلمةٍ تساءلَ أكثرُ وجعًا، لماذا تظلُ مشاعرُ الأبناءِ مؤجلةً تجاهَ الآباءِ حتى موتهِ؟
ما زلتَ منذُ أكثرَ منْ عشرٍ سنوات انتظرَ الحروفَ تهطلُ منْ سحابةِ حزني على والدي رحمهُ اللهُ، لأزرعهُ نبتةٌ في جفافِ صحراءِ فقدهِ.
قبلَ أكثر من عشرِ سنواتٍ لأولِ مرةِ أصلٍ إلى الرياضِ، وأنتظرُ صوتهُ يسألني: أوصلتْ الرياضُ؟
حينها يطمئنُ وينامُ، وأنا أشعرُ في تلكَ اللحظة فقطْ أني وصلتْ.
….
بعدُ العزاءِ والدفن لأولَ مرةِ أصل الرياضِ، ولمْ أسمعْ صوتهُ، كنتُ أتلصصُ على الجوالِ بينَ حينٍ وآخرَ. أتذكرُ أني لنْ أسمعَ صوتهُ ويكسرنيَ الحزنُ. لأولِ مرةِ أصلِ الرياضِ، ولمْ أشعرْ أني وصلتْ. حينما نمتْ تلكَ الليلةَ وفي بوعدهِ، وجاءني في المنامِ ليسألنيَ: هلْ وصلتْ الرياضُ؟ ليطمئنّ هوَ للأبدِ وأنا ما زلت كلما وصلتْ الرياضُ انتظرَ أسمعْ سؤالهُ.
….
لمْ أشعرْ منْ حينها إنَ كنتَ وصلتُ إلى الرياضِ .. أمُ الطريقِ أصبحَ مجردَ روتينٍ مملٍ كلُ أسبوعٍ أعبرهُ.
الكتابةُ عنْ فقدِ الأبِ صعبةً ….
لدرجةَ أنها تظلُ مؤجلةً، كما كانتْ مشاعرنا تجاههِ في حياتهِ مؤجلةً…..