استيعاب اللحظة
ريناد آل منسي
تمُر اللحظات على الأشخاص كلحظات عابرة سعيدة، ولكنها ليست مثل تلك التي تكون إدراكية.
فإن طعم الحياة يتغير كلياً، وطعم النهار يتغير، وروح الحياة داخل الشخص تتغير، وتأمُل الشخص للمناظر وللحياة يكون مختلفًا حينما تُزال تلك الغشاوة عن عينيه وأكبر مسببات الضبابية هذه على عين الشخص وروحه هي “الهواتف”.
فمثلاً تركنا هاتفنا يوماً سنجد كل ما سبق وذكرته يلامس أرواحنا وسنستشعر هذه النعم، وسنرى النور من كل الأفكار المظلمة التي تكونت في أدمغتنا، سنتنور وسنُنير الطريق لعقولنا وذواتنا.
إن قناديل الحياة داخلنا تشِع وتكبر وتلتمِس حينما تكون في بيئتها وتستشعر استشعارات الحياة، بعكس لو أصبحت في فقاعة ضبابية من الحياة؛ لذلك لابُد أن نستقر نفسياً، ونعيش ونتعايش، ونوازن ما بين الهواتف وهواياتنا وحياتنا الطبيعية التي تبُث الحياة.
الحقيقية في جسد وعقل الشخص، بعكس تلك الوهمية التي قد توهمنا بالسعادة، وقد يكون تأثيرها سلباً بمجرد رؤيتنا لأشياء لا نملكها أو نتمناها ونسعى لتحقيقها ونتعثر، تجدنا أكثر وأسرع إحباطاً من ذلك الذي يوازن بين تأثير الهاتف وتأثير الحياة الواقعية عليه، فتجده يفكر ويصنع ويضع حلول وبدائل ويكون متقبلًا الفشل والنجاح معاً.
تنوير بسيط لكي لا يكون هناك لحظة إدراكية مفاجئة وارتداد لأرواحكم وكأنكم خرجتم من فيلم للواقع، كونوا على وعي بما يحيط بكم، كونوا على دراية واستشعار بما تمرون وتشعرون به، كونوا أنتم موازنين بين حياتكم بالكفتين، وقادرين على التحكم بالكفة الإيجابية والكفة السلبية، أجعلوا محيطكم صالِحاً مُشِعاً مريحاً لتُبحر فيه قناديلكم بكُل رحابة وتأهُب.