معركتي مع مرض السكري
هاني الحجي
ما إن أعلن لك الطبيب أن مدينة جسدك أصبحت محتلة من قبل جنود (مرض السكري)
وليخفف عليك زلزال الصدمة …. قال: حاول أن تستسلم للواقع، وتتعايش مع عدوك، واجعله صديقا لك.
لا يوجد مرض يحتل جسد مدينة يصبح صديقا….!
تعرف أنها لغة استسلام للواقع، واعتراف بالهزيمة، وتطبيع للعلاقات مع عدوك المرض، واعتراف بأن وجوده أصبح واقعا في جسدك
يطلبها منك الطبيب مع ما أسماه (الصديق العدو) .
يحاول إقناعك أنك لو قررت مقاومته ستخرج من المعركة خاسرا !.
كان الطبيب يطلب منك أن تخضع لشروط المحتل (السكري)
وتعقد معه صفقة سلام بشروطه، ومع ذلك تظل حذرا طوال الوقت حتى لا يباغتك بقصف مدمر
ولتوهمه أنك ما زلت تمتلك زمام قوة الدفاع داخل مدينة جسدك وتحصن أطرافك حتى لا يقتطع أجزاء منها ويمزق وحدة جسدك.
أن يغزوك (مرض السكري) يعني ستظل مدينة جسدك مستباحة، وستعيش بقية حياتك لأجل الدفاع عن بقاء هذه المدينة الجسدية التي ستتآكل بفعل غزوات جنود مرض السكري المتفرقة.
ستحاول أن تصمد أطول فترة ممكنة حتى لا تتهاوى مدينة جسدك، لتوهم شعباً من الأطفال يسكنونك أنك تحتويهم، وستظل مقاوما له لترى أحلامهم تكبر. ستصمد لأجلهم حتى لا تنهار، وتستباح أحلام الطفولة فيهم ويتشردون لأجلك.
يحاول ذلك العدو الذي يدعي الصداقة أن يهزمك في قلعة فحولتك لكنك تحصنها بدعم لوجستي، لأنك تعرف لو استباحها انهارت مدينة جسدك كلها.
أن يغزو جسدك مرض السكري يعني أنك تعيش مقاوما له لأجل البقاء في الحياة، وستهزمه بالاستمرار في الحياة، وليس الخضوع لشروط التدمير لجسدك والموت!
ستنتصر عليه عندما تحاول أن تزرع اخضرار الابتسامة على وجهك، حتى لا تغيب ملامحه، لترعب بها جنود (صديقك العدو السكري)، ولتقنع من يعيش في داخل مدينة جسدك أنك ما زلت صامدا مقاوما (بلا عنف) لمحتل يحاول العبث بك، لتعلن انتصارك على جنود السكري في الوقت الذي يحاول إعلان هزيمتك، وقبل أن تتهاوى قلاع جسدك الواحدة تلو الأخرى.