ثقافة و فن

“أساطير الأحساء” ورقة بحثية لمريم الحسن بمعرض “بين ثقافتين”

الرياض – الاتجاه

أعربت الأستاذة مريم الحسن، القاصة والروائية، رئيسة سفراء جمعية الأدب في المنطقة الشرقية، أعربت عن سعادتها بالمشاركة في معرض بين ثقافتين في البوليفارد ستي الذي أقامته وزارة الثقافة في الرياض، الثقافة السعودية والثقافة العراقية

وقد أدار الندوة الأستاذ خالد الداموك، فيما كان ضيوفها الأساتذة، من العراق: الروائي د. ذياب الطائي، والقاص ميثم الخزرجي، ومن السعودية الكاتبة الروائية مريم الحسن.

وخلال الندوة قدمت أ. مريم ورقة بحثيه عن المحور الخاص بها، تحدثت فيها عن الأساطير في الأحساء، وكان عنوان الندوة روايات عراقية وأساطير سعودية

وفيما يلي نص البحث الذي قدمته الأستاذة مريم الحسن:

موقع الأحساء

تقع واحة الأحساء بين الرياض والدمام ، وتمتد إلى الربع الخالي، وهي أحد المواقع المدرجة في قائمة اليونسكو وواحدة من أكبر الواحات الطبيعية في العالم

أساطير الأحساء

تتميز الأحساء بطبيعتها الخلابة، وخصوبة أراضيها، ووفرة عيونها الجوفية ومياهها العذبة، ومواقعها التاريخية التي تقف شاهدة على تاريخ حضارات كثيرة. انضمت واحة الأحساء لقائمة مواقع التراث العالمي في اليونسكو، كما أنها دخلت موسوعة “غنيس” للأرقام القياسية بوصفها أكبر واحة نخيل في العالم.

هناك العديد من الأساطير الشعبية الشهيرة في الشرق الأوسط، من بينها:

ألف ليلة وليلة ، قصص الأنبياء ، أساطير الجن والشياطين، الحكايات والأساطير الشعبية:

وتتضمن هذه الأساطير قصصاً عن الابتكار والتضحية والتعاون والشر والخير، والتي كانت تنتقل عن طريق الأجيال من خلال التراث الشفهي في العالم العربي.

كذلك أسطورة العنَقاء والظلام، أسطورة سيدنا إدريس والحجر الأسود، أسطورة زيبق، أسطورة الملائكة والشياطين، أسطورة العربة النارية

الأساطير هي قصص تروي أحداثًا خياليّة أو تحمل رسائل رمزيّة، وغالباً ما ترتبط بالأديان والثقافات. وهي تنتشر في جميع أنحاء العالم. وتشتهر الكثير من الأساطير الشعبية الشرقية بالتنوع والغموض والسحر، وبالتالي فإنها تتمتع بشعبية كبيرة في كل من المجتمعات التي تنتمي إليها.

 من أشهر الأساطير الشعبية الشرقية هي:

أساطير الجنّ والشياطين ، أساطير الحيوانات، أساطير التشكيل، أساطير الأبراج

الشرق الأوسط هو موطن لعدد كبير من القصص والأساطير الشعبية المتنوعة من مختلف المجتمعات والثقافات التي يضمها المنطقة. بعض هذه الأساطير تمتد إلى مئات أو آلاف السنين، وتعكس العقائد والأفكار والقيم الثقافية التي شكلت هذه المجتمعات على مر العصور. ومن بين الأساطير الشعبية : قصة ألف ليلة وليلة ، قصة جحا ، قصة ملا عمر، قصة زهرة النار.

هذه بعض الأمثلة عن القصص والأساطير الشعبية الشهيرة ، و هناك العديد من القصص والأساطير الأخرى التي تعكس تاريخ وثقافة هذه الأمة العظيمة والمتنوعة.

من القصص التي انتشرت في المجتمعات العربية والخليجية وفي منطقتنا الأحساء، والمناطق المجاورة، قصة

“حمارة القايلة”، والقايلة وقت القيلولة، وهي الظهيرة مع شدة الحر. أما الحمارة على لفظ أنثى الحمار، لكن المقصود بها كائن مخيف ومرعب شبيه بالغول والسعلاة، أو السعلوة كما تنطق في بعض المناطق، ويقولون إن لهذا الكائن جسد إنسان ووجه وأطراف حمار. وبعض الأهالي يخوفون أولادهم من “حمارة القايلة” التي تأكل الأطفال. وهذه الأسطورة معروفة في أغلب أنحاء العالم العربي، ولا سيما في الجزيرة العربية والخليج العربي، وبلاد المغرب العربي.

– وحمارة القايلة، هو مخلوق مخيف وغريب وكائن مرعب يأكل الأطفال ويفترسهم عندما يخرجون وقت الظهيرة في حرارة الشمس، وهي أسطورة شعبية ظهرت في المجتمعات العربية، ويخوف بها من يكثر الخروج والخطرفة في وقت الظهيرة، ومن لا يستقر في منزله ولا ينام في قيلولة فصل الصيف خاصة الأطفال واليافعين، وقد صوروه لهم وحش مخيف يأكل الأولاد الصغار الذين يخرجون في منتصف النهار وهو وقت خروج الأطفال للعب في الشوارع والصكيك، وقد تناقلت الأمهات قصصها وحذّروا أطفالهم من الخروج وقت الظهيرة لشدة حرارة الصيف وخوفاً عليهم من أشعة الشمس الحارقة حتى لا تصيبهم الأمراض جراء ذلك، وفي معاجم اللغة وكتب الأدب والتراث العربي يرد ذكر “حمارّة القيظ” .قال المبرد في “الكامل”، “وقوله: هذه حمارّة القيظ”، فالقيظ الصيف، وحمارّته: اشتداد حره واحتدامه”. وما زالت الصورة الخيالية لحمارة القايلة عالقة في أذهان شباب ذلك الجيل ولها مُسمّيات أخرى منها: أم حمار وكلبة القايلة كما هو في الأحساء والقطيف ودول الخليج .

أم السعف والليف

أم السعف والليف هي حكاية خيالية خليجية ابتدعها الأهالي لإخافة الأطفال وحمايتهم ومنعهم من الخروج من المنزلفي الأوقات التي لا يرغبون بخروج أطفالهم فيها، وخاصة فترة الليل المتأخرمن ليالي الشتاء الباردة والمظلمة، حتى لا يصاب  الأطفال بنزلات البرد.

هناك من ادَّعى أنه رآها تخرج من بين الخرائب والبيوت المهجورة، أو من بين المزارع البعيدة، ووصفها بأنها امرأة عجوز لها شعر أشعث وقبيحة المنظر والمظهر بشكل مخيف، تظهر بالليل وتتكلم بكثرة وتردد كلام غير مفهوم، وكانت تجوب الأحياء.

تسكن أم السعف والليف فوق قمم أشجار النخيل، وتختبئ بين أغصان النخيل، وعند هبوب الرياح الشديدة أو نزول الأمطارالغزيرة واهتزاز جريد النخيل بقوة، كان الأهالي يخوفون الأطفال بأن أم السعف والليف موجودة فوق النخيل وبين الأغصان، وأنها ستنزل وتخطف الأطفال. فإذا رأوها كانوا يقرأون القرآن أو الأذكار المحصنة من الجن والشياطين للوقاية منها

عجائب وغرائب جبل القارة

كلما ارتفعت درجات الحرارة خارج الجبل كلما تدنت إلى أقل مستوياتها في الداخل، والعكس يحدث في فصل الشتاء، حيث إنها مع اشتداد البرودة في الخارج، تجدها دافئة جدا في الداخل.

– ويسمي أهالي الأحساء بعض الكهوف بكهوف الصائمين، حيث يفد الصائمون في السابق وقبل انتشار التكييف وفي وقت الظهيرة إلى الجبل لإكمال صيامهم وسط أجواء باردة.

– ونسج أهالي الأحساء حكايات حول الجبل تبقت في ذاكرة أهالي القرى المحيطة، آخذة شكل الأساطير، وتزيد من غرابتها وغموضها الأشكال العجيبة والنادرة التي يلمحها الزائر عندما يمعن النظر في تكوينات صخور جبل قارة وتشكيلاته التي تشبه بعض ما ينسج من أساطير حول تلك التشكيلات.

جبل القارة وأساطير الأولين

لتكوين جبل القارة الغريب فقد أصبح مثار استغراب الناس، ثم مثار خلق الروايات والأساطير حوله، فتحدث أناس عبر السنين عن وجود الجن والعفاريت فيه، ويحكون عنها قصصا خرافية، كما يسمي بعضهم إحدى مغارات الجبل بمغارة الجن، ويذكرون أنه وقع فيها قتال في عهد سابق وأن جماجم وعظام القتلى لا تزال موجودة. ويتحدثون عن كهف مظلم لا يستطيع أحد دخوله إلا نوادر الشجعان. كما يتحدثون عن وجود بعض الكنوز والسيوف الأثرية في الجبل. ومما يروونه عن خصائص جبل القارة أنه لا يوجد فيها عقارب ولا حشرات ولا حيات وثعابين.-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com