الحقيل .. وزير في الشارع الثقافي
محمد الرياني
جاء من قلب الرياض يتضوع بشذى الخزامى، جاء مثل ديمة رائعة ليكون للديمة ألف معنى ومعنى، وألف روعة وروعة، التفَّ حول الساكنين في جازان، ذهب إلى أعالي السراة، وضعوا على أعلاه عصابة من نبات السراة، فاح الشذى من على رأس الوزير، تألق الوزير باللباس الجبلي فبدا رائعًا روعة الأجواء في شتاء جازان.
طاف حوله الشعر في نهار استثنائي، ترك الجبل وحمل معه عبير السراة وخطور الأصالة، كان مثل الرائعين الذين تزينوا في مساءات الأعراس وليالي الأفراح، مخَرَ عباب البحر ليرى أجمل الجزر؛ فرسان كانت رائعة وهي تستقبل الوزير الأديب.
ولأنه مولع بالتراث والموروث فقد طاف في أزقة المباني العتيقة، ليرى الماضي الذي يسكن في ذاكرة الجزيرة الشهيرة، جاء إلى الشارع الثقافي، شهد للأدب شهادة للتاريخ وأن جازان هي موئل الأدب والثقافة وعنوانهما، أهدوه أسفارًا تعبق بالشعر السرد والذكريات.
ارتسمت على محياه علامات البشر، سار في الشارع الثقافي ليرى وجه الأصالة؛ أياد تنسج وأخرى تجلب الماضي لتصنعه في الحاضر، رجال ونساء من جازان جمعوا الحسنيات، الماضي والحاضر والمستقبل المشرق.
الشمس تميل إلى الغروب في نهاية الشارع الثقافي، الوزير ماجد الحقيل كان بسيطًا ورائعًا روعة الأماكن التي زارها في السهل والبحر والجبل، أظنه غادر الفاتنة جازان وهو يتضوع من حسنها وشذاها، كاديها وبعيثرانها وفلها، جازان الآن ليست شتاءً فحسب؛ هي الوجهة الجنوبية الأروع.
ومن سيزورها سيراها كما أبصرها الوزير الحقيل، وأن جدائل الفل وعصائب الروائح العطرية ستكون في منتهى الروعة، لكل من يطوف على عرصاتها وفوق سفوحها، جازان ليست شارعًا للثقافة فحسب؛ هي السحر الجميل الجديد الذي يحده البحر غربًا والجبال شرقًا، والرجال الأشاوس على حدودها.
ومن قلب الرياض تمتلئ رئتاها من أكسير الحياة.