آراء و تدوينات
المشاعر الإلكترونية الباردة
رنا إبراهيم الخُجا
رغم تقدم وسائل التكنولوجيا التي سهلت على رفاهية المعيشة أكثر من العصور التي لم تكن اكتشفت فيها بعد .. إلا أنها وسائل جامدة تفتقد إلى المشاعر، والتعامل معها مادي بحت، أشغلت الناس بها وابعدتهم عن التقارب والحميمية التي كانت بينهم.
لنجد ورغم كل ذلك التطور المذهل لايزال الناس يحنون للأيام التي لم يكن فيها كل أدوات التطور هذه، لأنهم كانوا متقاربين اكثر بالفعل وليس بالقول، التكنولوجيا سهلت اداء مهام كثيرة لكنها في المقابل عقدت العلاقات بين البشر، فأصبحنا نراهم بشكل الكتروني بارد! .
مهما كانت الحياة اسهل حالياً الا انها تحولت لحياة مادية باردة تفتقد لدفء العلاقات بين الناس كما كانت من قبل، وبطبع الانسان الذي خلق به من جسد وروح ونفس ، فلن يستطيع فصل الجزء الروحي ويكون جامداً معتمداً على تلك التكنولوجيا لتخطط له حياته وتتحكم بها، لايمكن ان تقوم علاقة بين بشر وجهاز مهما بلغ تطوره ! .
الروح تحتاج لروح تشعر مثلها ومن نفس مكوناتها ، نحتاج لأشخاص نتحدث ونختلف معهم، واصبح توصيل المشاعر والردود عبر الملصقات المختلفة عن التعبير عن فرح او حزن او ضحك او شكر او دعاء او تهنئة ومباركة وهكذا .
نحن كبشر نحتاج لأشخاص نتحدث ونختلف معهم وجهاً لوجه، ولا نحتاج لأمثال ( Siri ، Alexa, Chat Gpt) ليقترحوا امس علينا ماسنفعله في حياتنا ! .