ثقافة و فنمقابلات وتقارير

إبراهيم مشلاء: أتذكر شقاوات طفولتنا مع بائع اللبن، وأجنح إلى ربط قصصي بالواقع

حوار – مريم الحسن:

القاص (إبراهيم مشلاء)، ضيف حوارنا الرمضاني الليلة، وهو الحوار الذي نقترب فيه من حياة وفكر ضيوفنا عبر أكثر من نافذة، نقلب فيها أوراقهم، وننصت لتجاربهم، ونجعل من أيام وليالي الشهر الفضيل مرتكزًا لبعث الذكريات، المتصلة بفن القصة القصيرة …..

هذا الحوار تم بالتشارك مع “ملتقى القصة القصيرة الإلكتروني”.

ماهي قصتك مع الأساطير، والقصص الشعبية الرمضانية في منطقتك، وكيف كتبت عنها؟

الاساطير احتلت مكانة كبيرة في حياتي، تلك القصص التي كانت تتلقاها ذاكرتي الطفولية شكلت نواتي الاولى  لعشقي للقصة وعالم القص الفسيح  ..كانت حكايات السيد علي، وهو شيخ عجوز نتحلق حوله وخصوصا في رمضان، ونشنف أذاننا بسماع حكاياته الجميلة والمخيفة أحيانا، حكايات علي زنيه وهو اسطورة شعبية نسجت حوله الكثير من الحكايات، وكذلك ابو عنيعنه، وغيرها من الحكايات والاساطير التي مازالت خالدة في ذاكرتي وصوت السيد علي يرويها بطريقته المشوقة الجذابة  …

رمضان محفز للكتابة، هل من (ق ق ج) لك عن أجواء الصيام؟

كتبت ومضات قصصية كثيرة عن الجوع والإحساس بالفقراء وكان رمضان محطة إلهام أساسية لهذا المفهوم الرائع.

 لم اتطرق لرمضان في كتاباتي كثيرا ولكن تطرقت لكثير من المفاهيم التي يجسدها رمضان في عديد قصص قصيرة جدا كتبت جلها في غير رمضان.

66 1

ثمة مواقف “غير متوقعة” صادفت مسيرة صيامك، فيها عبرة أو طرفة، هل تشاركنا إياها؟

ربما يعتبر رمضان أكثر شهور العام ارتباطا بالذاكرة، فكل لحظة فيه لها ذاكرة، ارتبطت بمشاهد قديمة بعضها حزينة وبعضها مفرح…ما يرتبط بذاكرتي ونحن أطفالًا تلك البراءة الطفولية التي عشناها وخصوصا في رمضان، ونحن نتجرأ على إحداث الضرر بصاحب اللبن، ذلك الذي كان يتجول لبيع اللبن على حماره في أزقة حارتنا، ونحن نتعمد ايذاءه والتحرش به، لدرجة أننا نقوم بكسر كوز اللبن، وهو أناء خزفي يحفظ فيه لبن الأغنام والأبقار نكسره بلا مبالاة، وهو يصيح ويشتم ونحن نجري ونضحك غير مكترثين لحجم الضرر الذي أحدثناه…وكل ليلة يتكرر نفس الموقف..

وأيضا رمضان له ذكرى مؤلمة تتجدد كل عام في الثالث من كل شهر، ذكرى رحيل والدي الذي غادرنا قبل ست سنوات، في ليلة الثالث من رمضان رحمة الله تغشاه…

3 12

ماهي تجربتك مع قصص الفانتازيا كتابة؟

شخصيا أجدني أجنح كثيرًا إلى ربط قصصي بالواقع لأن الخيال من وجهة نظري محاكاة للواقع، ويستمد قوته من تفاصيل حياتنا المعاشة، وإن كانت الفانتازيا هي رؤية الواقع برؤية غير مألوفة …الخيال عنصرا مهما للقاص، ولكن الخيال المبدع هو الذي يرتبط بالواقع ويحاكي تفاصيله…

في عالمك الشخصي، كيف تمضي تعاملاتك مع الأسرة والوقت وأصناف الطعام في رمضان؟

في رمضان يزداد ارتباط الفرد بأسرته وعائلته وخصوصا لحظات الإفطار لحظات حميمية لا توصف…شخصيًا أحرص على تجمع العائلة في رمضان ولا تحلو أجواء رمضان إلا بتلك اللمّة التي تعود بذاكراتنا إلى ذلك الزمن في بيتنا القديم…أصناف الطعام تتنوع على مائدة إفطار رمضان …شربة القرفة مع النشأ، وشربة الشوفان والسنبوسة والشفوت، وجبات نادرا ما تخلو منها مائدة الإفطار في تهامة اليمن.

2 15

تواجه القصة القصيرة تحديات وجودية، كيف ترى هذا التحدي، وما واجب كتابها لتعزيز مكانتها؟

بالفعل هناك تحديا قويا للقصة وكتابها خصوصا مع سيطرة الشعر والرواية على الساحة الأدبية إلا أن القصة تبقى الفن المحبب للقراء، والذي يمتاز بالتنوع والحركة والتطور، لهذا أرى أنه لا خوف على القصة فهي أقرب الأصناف الأدبية التصاقا بالواقعـ ومحببا لدى جمهور الأدب الذواق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com