تصعيد غير مسبوق: حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران تهز الاستقرار الإقليمي

الاتجاه – خاص
في تطورات هي الأكثر خطورة منذ عقود، انزلقت إسرائيل وإيران إلى مواجهة عسكرية مباشرة وواسعة النطاق، بعد سنوات من “الحرب الظل” والصراعات بالوكالة. المشهد الإقليمي الذي كان يعيش على صفيح ساخن، تحول الآن إلى جبهة مفتوحة، مما يهدد بإعادة تشكيل موازين القوى ويضع المنطقة والعالم أمام تحديات أمنية واقتصادية غير مسبوقة.
شرارة التصعيد: تعددت الروايات حول الشرارة التي أشعلت هذا الصراع الشامل في عام 2025. مصادر إسرائيلية تتحدث عن هجوم إيراني “غير مسبوق” استهدف منشآت حيوية داخل إسرائيل باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة متطورة، زاعمة أنه جاء رداً على عمليات إسرائيلية سابقة داخل الأراضي الإيرانية استهدفت برنامجها النووي وشخصيات قيادية في الحرس الثوري. من جانبها، تزعم طهران أن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق – والذي أسفر عن مقتل قيادات عسكرية رفيعة – وتصعيد إسرائيل لعملياتها السرية، لم يترك لإيران خياراً سوى “الرد الحازم والمباشر لحماية أمنها القومي”.
جبهات الصراع:
- الضربات المتبادلة: تشهد الأجواء الإقليمية تبادلاً مكثفاً للضربات الجوية والصاروخية. إسرائيل تستهدف بشكل رئيسي منشآت عسكرية إيرانية، وقواعد الحرس الثوري، ومواقع إطلاق الصواريخ، بالإضافة إلى ضربات استباقية في سوريا ولبنان تستهدف مواقع لحزب الله ووحدات تابعة لفيلق القدس. في المقابل، تشير تقارير إلى محاولات إيرانية لاستهداف مدن ومنشآت استراتيجية داخل إسرائيل، وإن كانت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية (مثل القبة الحديدية والمقلاع داوود والسهم) قد اعترضت الجزء الأكبر من هذه الهجمات.
- صراع الوكلاء يتوسع: تحول “محور المقاومة” المدعوم من إيران إلى جبهات نشطة. حزب الله في لبنان يشن هجمات مكثفة على شمال إسرائيل، مما أدى إلى إخلاء واسع للمناطق الحدودية. وفي غزة، تشهد الاشتباكات تصعيداً ملحوظاً مع الفصائل الفلسطينية. كما برزت جبهات جديدة في العراق واليمن، حيث تستهدف الميليشيات المدعومة من إيران مصالح أمريكية وحليفة في المنطقة، مما يزيد من تعقيد المشهد.
- الحرب السيبرانية والاقتصادية: بالتوازي مع المواجهة العسكرية، تدور رحى حرب سيبرانية شرسة، تستهدف البنى التحتية الحيوية لكلا البلدين. كما بدأت تظهر آثار الحرب الاقتصادية، حيث تتأثر أسعار النفط العالمية بشكل كبير، وتتعرض طرق الملاحة البحرية لتهديدات متزايدة، خاصة في مضيق هرمز والبحر الأحمر.
ردود الفعل الدولية: يعيش المجتمع الدولي حالة من القلق البالغ. الولايات المتحدة، حليف إسرائيل الرئيسي، قدمت دعماً دفاعياً غير مشروط، لكنها حثت على ضبط النفس لمنع تدهور الأوضاع نحو حرب إقليمية أوسع نطاقاً. روسيا والصين دعتا إلى وقف فوري للأعمال العدائية والعودة إلى الدبلوماسية، محذرتين من عواقب وخيمة على الاستقرار العالمي. فيما دعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التهدئة وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين.
التداعيات المحتملة: هذه الحرب المفتوحة تهدد بإعادة رسم خريطة التحالفات في الشرق الأوسط، وقد تؤدي إلى تدخلات دولية أوسع. يبقى السؤال الأبرز هو إلى أي مدى يمكن احتواء هذا الصراع، وهل ستتمكن الدبلوماسية من فرض هدنة قبل أن تتسع رقعة الاشتباكات لتشمل دولاً أخرى في المنطقة. الأيام والأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار هذه المواجهة الخطيرة.