إسرائيل وإيران توترات متصاعدة .. ودعوات لضبط النفس !

الاتجاه – جدة : تستمر المنطقة في حبس أنفاسها مع تصاعد وتيرة التوتر بين إسرائيل وإيران، في ظل تبادل للتحذيرات واتهامات متبادلة تثير قلق المجتمع الدولي. تأتي هذه المستجدات في سياق إقليمي مشحون، حيث تتداخل المصالح المتضاربة وتتزايد المخاوف من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع.
إسرائيل تعزز دفاعاتها وتلوح بخيارات استباقية
في القدس، أكدت مصادر أمنية إسرائيلية أن الجيش في حالة تأهب قصوى، حيث تم تعزيز الدفاعات الجوية ونشر المزيد من القوات في مناطق حساسة. وقد جدد مسؤولون إسرائيليون كبار، بمن فيهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع، التأكيد على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بكل الوسائل المتاحة”، مشيرين إلى أن “أي تهديد لأمنها سيواجه برد حاسم”. وتتحدث بعض التقارير عن مناورات عسكرية مكثفة أجرتها القوات الإسرائيلية مؤخراً، تحاكي سيناريوهات متعددة للتعامل مع أي تصعيد محتمل من جانب إيران أو وكلائها في المنطقة. وتطالب إسرائيل المجتمع الدولي بـاتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه البرنامج النووي الإيراني وأنشطتها الإقليمية التي تعتبرها “مزعزعة للاستقرار”.
إيران تحذر من “عواقب وخيمة” وتدين التدخلات الإقليمية
على الجانب الآخر في طهران، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بياناً شديد اللهجة، حذرت فيه إسرائيل من “ارتكاب أي حماقة”، مؤكدة أن “أي عدوان سيواجه برد مزلزل وغير متوقع”. وجددت طهران اتهاماتها لإسرائيل بـ”زعزعة الاستقرار في المنطقة والعمل على إثارة الفتنة”، مشددة على أن “البرنامج النووي الإيراني سلمي بحت ويخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية”. كما أدانت إيران ما وصفته بـ“التدخلات الأجنبية في شؤون المنطقة”، مؤكدة على حقها في دعم حلفائها ومواجهة ما تعتبره “المؤامرات الخارجية”. وتشير مصادر إيرانية إلى أن القوات المسلحة في حالة جهوزية كاملة لمواجهة أي تهديد.
دعوات دولية لضبط النفس وخفض التصعيد
أعربت العديد من الدول الكبرى والمنظمات الدولية عن قلقها البالغ إزاء التصعيد الأخير، داعية الطرفين إلى “ضبط النفس والتحلي بالحكمة” لتجنب المزيد من التدهور في الأوضاع. وطالبت الأمم المتحدة عبر بيان رسمي بـ”الحوار والتفاوض كسبيل وحيد لحل الخلافات”، محذرة من “الآثار الكارثية لأي صراع عسكري واسع النطاق على المنطقة والعالم”. كما تجري جهود دبلوماسية مكثفة خلف الكواليس، بقيادة أطراف إقليمية ودولية، في محاولة لنزع فتيل الأزمة وتخفيف حدة التوتر.
مستقبل غامض في ظل استمرار المواجهة بالوكالة
تبقى الأوضاع بين إسرائيل وإيران معقدة ومتشابكة، حيث لا تزال المواجهة غير المباشرة قائمة في عدة ساحات إقليمية، بما في ذلك سوريا ولبنان واليمن. وبينما تتواصل التحذيرات المتبادلة، يبقى السؤال حول مدى قدرة الأطراف الدولية على احتواء هذا التصعيد ومنع انزلاق المنطقة نحو مواجهة مفتوحة قد تكون لها عواقب وخيمة على الجميع.