عملك لك !!

الذين يمنّون علاقتهم بالله على الناس..قولوا لهم : ذاك أمر بينكم وبين الله..هو وحده يعرف مدى صدقكم وتبتّلكم ويعرف مدى زيفكم ونفاقكم ..فلا تمنّوا على الخلق ما بينكم وبين الخالق..فإن الناس لا يملكون مجازاتكم على الإحسان لأنفسكم ولا معاقبتكم على الإساءة إليها..
ما يهمُّ الناس منكم حقاً هو تعاملكم معهم وأخلاقكم معهم وصدقكم معهم وعدم ظلمكم لهم أو أكل حقوقهم أو ترويع أمنهم (الدين المعاملة)..أما صلاتكم وصيامكم فهي لا تهمهم وليست لهم..وهي لا تخوّلكم لتكونوا الآمرين الناهين الذين لا يقبلون نقداً ولا قدحاً.. والذين شعارهم دائماً (إسمع واستجب)..فأنتم لستم رسلاً ليتّبعَ الناس هديكم دون نقاش..ولستم ملائكة أطهاراً.
إنَّ من يمنُّ ما يراه في نفسه من صلاح وعبادة واستقامة على الناس فإن هدفه غير خافٍ على ذي لبٍّ..فهو لا يريد من وراء ذلك إلا عرضاً يصيبه من أعراض الدنيا من خلال خداع الناس وابتزازهم بما يظهره لهم من مظاهر الإيمان..وذاك.. لعمري..هو منتهى النفاق.
كتب : صالح جريبيع الزهراني