نضج الصوت وجمال الأداء تحديات وفرص للمطربين مع تقدم العمر

جدة – فواز المالحي :
يظهر في أداء بعض المطربين ميلهم إلى الصراخ ورفع درجة الصوت بشكل مبالغ فيه أثناء الغناء، وهو ما قد يكون فعلًا غير مقصود في بعض الأحيان، ليستعيد جمال صوته واستعراض مهارات الجُمل الادائية والعُرب الصعبة التي برزت في اداؤه عند البدايات واثناء النجومية، وهو لايعلم ان ممارسة نفس التكنيك يؤدي الى خروجه عن التون احياناً والتنشيز التلقائي .
هذه الظاهرة تثير تساؤلات حول كيفية تأثر الأداء الصوتي بتقدم العمر، والتحديات التي يواجهها الفنانون للحفاظ على جودة صوتهم.
مع تقدم المطربين في السن، خاصة بعد سن الخمسين، يمر الصوت البشري بتغيرات طبيعية. يصبح الصوت شيخًا وناضجًا، وقد يطرأ عليه بعض الثقل والجحْرَشة (الخشونة) . وهذه التغيرات الفسيولوجية تستلزم تغييرًا في خطة الأداء الصوتي ، والانتقال إلى الغناء في درجات أقل (طبقات صوتية أخفض) لتجنب الإجهاد والحفاظ على جمال الصوت.
يُعد الفنان الكبير محمد عبد الوهاب مثالًا ساطعًا على هذا التكيف الذكي. فمع تقدمه في العمر، لاحظ الجمهور كيف غير عبد الوهاب من أسلوب غنائه ، مفضلاً الأداء في درجات صوتية وسط تميل إلى الهمس .
هذا التغيير لم يقلل من قيمته الفنية، بل على العكس، ساعده في استعادة “تطريبه” وعرض وجمال صوته ، ليواصل تقديم أعمال خالدة بأسلوب يتناسب مع مرحلته العمرية ويُظهر مدى نضجه الفني.
إن التحدي يكمن في إدراك المطرب لهذه التغيرات الجسدية والتكيف معها بذكاء وحكمة، لضمان استمرارية عطائه الفني بجودة عالية، والحفاظ على صحة حباله الصوتية على المدى الطويل.