المرأة السعودية .. شريك أصيل في نهضتنا

قُبلة العمري
يقول المتنبي:
ولـو أن النسـاء كمـن عرفنـا
لفُضِّـلت النساءُ على الرجالِ
فما التأنيثُ لاسم الشمسِ عيبٌ
ولا التـذكير فخــرٌ للهـلالِ
هكذا هن الكثيرات من النساء، أمثلة في الخير وفي الكفاح، صابرات صامدات طيبات مؤمنات…هن المؤنسات…”هُنّ البــنات إذا نزلنَ بساحةٍ جّملنها وغرسن َ فيها زُهوراً …”
منذ خمسينيات القرن الماضي انخرطت المرأة السعودية في العمل المنظم ذي الأجر .. وكابدت الصعاب وتغلبت عليها.
“قرأت بسم الله الرحمن الرحيم.. إنه من سليمان”، ولم تكشف عن ساقيها ..نشرت رقعة العلم على خريطة المملكة العربية السعودية، فانطلقت مسيرة راشدة رغم تكالب الأعداء، إلا أن تلك الصابرة، ثبتت، حملت مشاعل النور، في المدارس والمساجد وفي المنازل، كانت المرأة الولود الودود، تطبب وتطهو وتنظف وتربي وتدرس الأولاد، وتقوم بواجبات أهلها أو أهل زوجها، جعلت أصابعها شموعاً تضيء لمن حولها، كان راتبها يصرف على الحمولة ولا يزال.
من أين أبدأ؟ … ببنات الملك فيصل وأمهن اللواتي كن رائدات العملية التعليمية، أم من تلك الفتاة المغدورة بنيران أخيها، التي بذلت مالها وحياتها للتعليم والتربية، ثم دفعت حياتها ثمناً لأقوال شرذمة قليلة، قابعة في قمقم ناءٍ استبد به الشيطان.
إن الطريق الذي شقته المرأة السعودية لهو جدير بأن يُحفر في ذاكرة التأريخ. تلك الذاكرة التي لا تصدأ، المرأة ليست ذلك الفريق الذي يحاربه متسولو الفضيلة وليست ذلك الفريق الذي يدعي الأصوليون حمايته، المرأة كيان قائم بذاته، أوجدها الله لتضفي على الحياة الجمال والبهاء والأنس والبهجة (لتسكنوا إليها) فمن يجرؤ أن يرجم القارورة.
قارورة مشعة نابضة منتجة، أنجبت روح الحياة ثم عالته ثم ربته وهذبته وعلمته، ثم ها هي “تزغرد” له، ليحيي رفات مندثر .. لتغمره مياه الحياة من جديد…
وها هي تستقبل رؤية 2030. بترحاب بالغ، حين أتت تلك الرؤية لتحقق أحلامها وتحفظ أمنياتها ورغباتها، وتنشد لغد أفضل في حشمة الحرة وعفاف النبيلة وإرادة نورة أخت الملك عبدالعزيز، رحمهم الله جميعا-
“نجد شامت” لاخو نوره “واخذها شيخنا”
واليوم نجدُ المرأة في مناصب رسمية عليا، تُساهم في إدارة دفة هذا البلد للمجد والعلياء، ووجود بعض النواشز لا يعني كشط أمة مسلمة عفيفة…!! ً
وما يُتداول كثيراً من ازدراء المرأة والانتقاص منها رغم كل ما كتبته أعلاه من فضل، هو اجحاف اجحاف اجحاف، وقد أوصى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله (استوصوا بالنساء خيرا) ولو طبقت هذه الوصية لكانت الدنيا بخير
*ومضة
قال الله تعالى (وإذا قلتم فأعدلوا)