مهرجان القصيدة .. جازان تحتفي بالشعر والوطن

جازان – حمد دقدقي
احتفت جازان بالشعر والوطن في النسخة الثامنة من مهرجان القصيدة الوطنية، الذي نظمته جمعية أدبي جازان واختتمت فعالياته ليلة الجمعة 3 أكتوبر 2025م، بحضور وكيل إمارة منطقة جازان للشؤون التنموية المهندس محمد أحمد الأحمري، وجمهور عريض امتلأت به قاعة الفعاليات، ليواصل المهرجان تأكيد مكانته كأيقونة للمهرجانات الوطنية الشعرية ورمزًا بارزًا لها.
افتتح المهرجان بحفل مميز شهد تكريم الشاعر يحيى رياني المعروف بـ”غريد جازان”، تقديرًا لفوزه بجائزة وزارة الثقافة للشعراء الشباب.
وقال الرياني في كلمته: “هذا التكريم شرف أعتز به، وأعدّه مسؤولية تدفعني لمزيد من الإبداع باسم جازان ووطني.”
25 شاعرًا وأكثر من 100 قصيدة وطنية
شارك في هذا العرس الشعري أكثر من 25 شاعرًا وشاعرة من مختلف مناطق المملكة، قدّموا على مدى خمس جولات شعرية أكثر من 100 قصيدة وطنية. وقالت الشاعرة هدى الحربي: “كل قصيدة في هذا المهرجان هي رسالة حب وولاء للوطن، وأعتقد أن تفاعل الجمهور يعكس حاجة المجتمع لصوت الشعر.”
فعاليات مصاحبة تثري التجربة
لم يقتصر المهرجان على الشعر وحده، بل حمل أبعادًا معرفية وفنية متنوعة. فقد أقيمت ورش تدريبية في الأمن السيبراني وأمن المعلومات، إضافة إلى معرض فوتوغرافي ضم 30 لوحة جسدت جماليات المكان والإنسان في جازان. وقال أحد الزوار أمام إحدى اللوحات: “الفن هنا يعانق الشعر، وكلاهما يقدّم صورة مشرقة عن هذه المنطقة العزيزة.”
صدى واسع وتقدير شعري
أجمع الشعراء والحضور على أن المهرجان مثّل منبرًا وطنيًا رائدًا. وقال الشاعر عبدالله الصميلي: “إنها تجربة فريدة، فالمهرجان لا يمنحنا فقط فرصة لقراءة الشعر، بل يمنحنا شعورًا بأننا نكتب الوطن بالكلمة.”
كما اعتبر مثقفون حضروا الأمسية أن جمعية أدبي جازان أثبتت قدرتها على وراثة مسؤولية النادي الأدبي العريق الذي امتد عطاؤه أكثر من خمسين عامًا، مضيفين أن التنظيم وحفاوة الاستقبال منحا المهرجان روحًا مميزة.
أيقونة شعرية وطنية
بهذا الحضور المكثف والتنوع الثقافي، أثبت مهرجان القصيدة الوطنية أنه ليس مجرد فعالية شعرية، بل حدث ثقافي شامل يجمع بين الشعر والفن والمعرفة، ويعزز مكانة جازان كمنارة للإبداع الوطني، ليغدو المهرجان علامة فارقة في الاحتفاء باليوم الوطني السعودي الـ95 وهكذا، تبقى جازان وهي تحتضن القصيدة، تغنّي باسم الوطن، لتقول على لسان شعرائها: “كل بيتٍ من شعرنا، هو وطن.. وكل نبضٍ في قلوبنا، هو السعودية
وصفت الدكتورة مستورة العرابي الشريف أستاذ الأدب والنقد بجامعة الطائف والمشاركة في مهرجان القصيدة الوطنية بجمعية أدبي جازان في النسخة الـ ٨ خلال الفترة من ٢-٣ أكتوبر ٢٠٢٥م إن جازان ينبت فيها الشعر كما تنبت القوافي على ضفافها، وأن مهرجان القصيدة الوطنية جمع القلوب قبل الحروف، وقدمت الدكتورة العرابي خالص الشكر والعرفان لجميع القائمين على هذا الحدث البهي الذي جعل القصيدة عرسًا للوطن وموسمًا للفرح ، وأنها شاهدت منصة متعددة الوسائط حيث الشعر والصورة والتاريخ و التدريب والتراث والفن التشكيلي والحرف اليدوية والأمن السيبراني وأنها شاهدت ثقافة شاملة وأسلوب حياة متكامل وهذا الدمج يعكس اتجاهًا عالميًا في إدارة الفعاليات الثقافية حيث تقديم الأدب في سياق معرفي بصري وتجريبي متنوع لكل أفراد المجتمع وشرائحه في مسرح شامل وحيوي .
وقدمت الشكر والتقدير لرئيس جمعية أدبي جازان الأستاذ حسن صلهبي والأستاذ محمد الرياني، الرئيس التنفيذي للمهرجان، اللذين عملا بعناية واقتدار في كل تفاصيل التنظيم، و جعلا من الاستقبال لوحة كرمٍ أصيلة، ومن الضيافة درسًا في المحبة، ومن الوداع وعدًا بلقاء يتجدّد ولقد ظهر لنا أن التنظيم ليس مجرد إجراء، بل فنٌّ يلامس القلوب ويمنح الشعر فضاءً يليق به ، وأن ما عشناه في جازان لم يكن مهرجانًا للقصيدة فحسب، بل كان احتفاءً بالوطن وروحه الحيّة، وتجسيدًا لعلاقة الإنسان بأرضه وتاريخه ومستقبله. هنا، تماهى الشعر مع البحر والجبال والوديان، فصار صوتًا يردّد: “الوطن قصيدة لا تنتهي ، وقدمت الشكر لكل يدٍ عملت، ولكل قلبٍ نبض من أجل نجاح هذا المهرجان، ولكل من آمن أن الشعر ما يزال قادراً على جمعنا حول كلمة صادقة وصورة نابضة بالحياة .