جازان المشرقة صنعت من القصيدة وطنًا

حمد علي دقدقي
ما من ضوء يشرق على جازان إلا ويحمل معه معنى من معاني الفخر، وما من مناسبة تحتفي بها هذه المنطقة إلا وتجد وراءها رعاية حانية من إمارتها التي آمنت بالثقافة طريقًا للتنمية، وبالكلمة نبراسًا للوعي والجمال.
حين دُشّن مهرجان القصيدة الوطنية الثامن في جمعية أدبي جازان، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز أمير المنطقة، وبافتتاح من وكيل الإمارة للشؤون التنموية المهندس محمد بن أحمد الأحمري، كانت الأمسية أكثر من احتفال بالشعر؛ كانت احتفاءً بالوطن، ووفاءً لقيم الأصالة والانتماء.
منذ زمن وجازان تُعرف بأنها الأرض التي تغني، واليوم تؤكد من جديد أنها لا تزال وفية لصوت الشعر، ولنبض القصيدة الوطنية التي تتوهج في قلوب أبنائها. لقد كان المهرجان لوحة من الضوء، رسمها أكثر من ثلاثين شاعرًا وشاعرة، صدحوا بحب الوطن وتغنّوا بقيادته المجيدة ومجده المتجدد.
إمارة جازان لم تكن يومًا بعيدة عن هذا الألق، بل كانت راعيةً له ومؤمنةً بأن الثقافة هي الوجه الحقيقي للتنمية، وأن الكلمة الجميلة لا تقل أثرًا عن المشروع التنموي. ومن هنا يأتي الأمير الأديب المثقف محمد بن عبدالعزيز ليصنع الفرق، فيجعل من الثقافة نافذة على الجمال، ومن الشعر مساحة للحياة.
لقد أضاءت إمارة جازان سماء الوطن بهذا الحدث، فكانت اليد الداعمة، والظلّ الوارف الذي يحتضن المبدعين، ويؤمن أن الشعراء حين يكتبون للوطن، فإنهم يخطّون سيرته الخالدة في قلوب الناس.
لذلك أقولها بصدق الشاعر وامتنان المواطن:
شكرًا إمارة جازان…
شكرًا لأميرها الإنسان، ولجنودها العاملين في الميدان الثقافي والإداري، لأنهم جعلوا من القصيدة وطنًا، ومن الوطن قصيدة لا تنتهي