مدارس البنات بالباحة واليوبيل الذهبي 3/3

د. أسعد على بشيه الغامدي
مدير تعليم المخواه سابقاً
تأخر افتتاح اول مدرسة للبنات بمنطقة الباحه عن اول مدرسة للبنين بثلاثة عقود تقريباً اي بتسع وعشرين عاماً على وجه التحديد من عام 1353 الى عام 1382 هجريه ، ولم تكن الصعوبة مقصوره على الجانب الحكومي في افتتاح المدارس واستئجار المباني وإلتعاقد مع المعلمات وتجهيز المدارس فحسب وإنما هناك جانب فكري و موروث اجتماعي معارض لفكرة تعليم المرأه اصلاً لسببين :
جانب فكري وموروث إجتماعي معارض لتعليم المرأة !
الأول – كون المرأة عماد البيت تقوم بدور لايقل أهمية عما يقوم به الرجل في ذلك الزمان وعندما يعارض رب الاسره تعليم بناته فهو يخشى ان غيابها سيترك فراغا عمليا واقتصاديا في خدمة الاسره يصعب سده فهي الى جانب الدور الأساسي في اعداد المأكل والمشرب والملبس والحياة الزوجيه وما يتبعها من حمل وانجاب وتربية فهناك مهام اضافيه كجلب الماء من الابار و احضار الحطب من الشعاب وطحن الحبوب على الرحى و زد على ذلك ماتساعد به زوجها في مواسم الحرث والحصاد والزراعة والرعي وكلها امور شاقة يعرفها الآباء و اكثر الاخوة الموجودين حالياً فرحم الله ذلك الجيل من امهاتنا الفاضلات كم قاسين من صعوبات الحياة.
.
ومن الامور التى يحسن ذكرها انه لم يكن هناك مجال للعنوسة ولاتكاد تقترب الفتاة من سن العشرين حتى تكون قد خطبت او تزوجت اضافة انه لايوجد ارامل او مطلقات الا بالقدر الذي يفرضه الشارع الحكيم في فترة العدة . فهى امرأة عاملة ومطلوبة بشده والحياة بحاجة قصوى لعمل المرأة وهي تؤدي وظائف حياتيه وتربويه و اقتصادي في بناءالاسرة غاية في الاهمية ولذا فإن معارضه الاباء والاجداد له مايبرره عمليا لان غيابها سوف يحدث فراغا يصعب اكماله.
.
الثاني – عن بعض الشكوك التي كانت تساورهم بان المدارس ستجلب بعض المفاسد من وراء تعلمهن للقراءه والكتابة فانه عامل سرعان ما تبدد امام مروءة اهل القرى المحافظين على صيانة العرض و قيم الدين الحنيف والعلاقات الصافيه بين اهل القرية وحاجتهم التكامليه لبعضهم في العمل الجماعي كالزراعة والحرث ومواسم والحصاد والاحتياجات الطارئة . وغيرها مما يستغرب منه هذا الجيل ولكنها حقيقه فهو مجتمع يعيش على الاكتفاء الذاتي في اغلب مناحي الحياه قوامه الرجل والمرأه والاسرة المركبه الممتدة.
.
وجاء الملك سعود رحمه الله جاء بنظرة اشمل وأكبر من مخاوف الآباء و الأجداد وتكفل بتغيير افكارهم وقناعاتهم تجاه تعليم البنات بأمور عملية بعيده عن الشعارات فأمر بافتتاح المدارس الابتدائية واستقدم المعلمات من الدول المجاوره وبدا في التوسع في فتح المدارس وسرعان ماتشكلت قناعة تامه بدلاً من المعارضه وفي خلال عقد واحد من الزمن بدأ الاهالى يتسابقون في طلب فتح المدارس بقراهم نتيجة لتلك النظرة الثاقبه وكانت هذه من الاولويات التي تحسب لجلالة الملك سعود رحمه الله وبالنظر الى تلك المرحلة المبكره من التعليم نجد ان تسع مدارس ابتدائية للبنات بمنطقة الباحه سراة وتهامه قد اكملت من عمرها المديد اكثر من خمسين عاماً مع نهاية هذا العام الدراسي 1441 وهي تستحق بذلك حصولها على اليوبيل الذهبي .
وهذه قائمة باسماء تلك المدارس وتاريخ تأسيسها :
1382 للهجرة – مدرسة بالجرشي
1383 للهجرة – مدرسة الظفير
1385 للهجرة – مدرسة النصباء
1388 للهجرة – مدرسة الحمران
1388 للهجرة – مدرسة القرن ببني سالم
1389 للهجرة – مدرسة المخواة
1389 للهجرة – مدرسة قلوة
1390 للهجرة – مدرسة برحرح
1391 للهجرة – مدرسة بنى كبير
وبمناسبة انتهاء العام الدراسى 1441 المختلف كلياً بتحصيله واداءه واختباراته واستخدام احدث التقنيات عن بعد متحديا جائحة كرونا واعراضها والذى نجح بكل المقاييس لا يسعنى الا ان اقدم خالص التهنئه والدعاء لبناتنا العاملات في الميدان التربوي طالبات ومعلمات وقائدات ومشرفات و مساعدة مدير عام التعليم بالباحه ومديرات مكاتب التعليم بالمخواه وقلوه على جهودهن المخلصه في اخراج هذا العام الدراسى على اكمل وجه بعناية وحرص الشابين الطموحين مديري التعليم بالباحة والمخواه وكافة الكوادر العامله في المنطقه وجهاز الوزاره الذين يديرون ويشرفون على هذا القطاع الحيوي .
فشكرا لقيادتنا الرشيده التي لم تبخل يوما على دعم و تعليم الفتاة بكل ما تحتاجه من افتتاح مدارس ومعاهد وكليات زاد عددها عن 500 منشأت تعليميه للبنات بمنطقة الباحه جهزت باحدث التقنيات والوسائل لنقل الفتاة السعودية لأرقى مراكز التقدم .
ولعل اكبر دليل على الاهتمام بالمرأه ومستقبلها ما تضمنته رؤية الخير من تمكين المرأه من المناصب العليا في الوزارات والجامعات ومجالس الشورى والمناطق والشركات وسوق المال ونجحت كطبيبه استشاريه و سفيره و معلمه ومهندسه وناطقة رسميه باسم هذا القطاع العملاق وعضو فعال في كافة القطاعات العامه و الخاصه و أخذت الدور المأمول و اثبتت نجاحها كشريكه في المسئوليه و التنمية وفقك الله أيتها المرأة السعودية وأعانك .
وتحية تقدير لنجل من أسس هذا المشروع التربوي فى منطقتنا الغاليه صاحب السمو الملكى الامير الدكتور حسام بن سعود الذي يذكره اهالى الباحه بكل موقف جميل واذكر سموه الكريم بما عرضته سابقاً بتكريم تلك المدارس بنين وبنات التى كان لها قصب السبق في العطاء لهذا البلد الشامخ حفظ الله بلادنا من كل سوء وادام علينا التقدم والازدهار.
يعطيك العافية أبا ناصر فقد أبدعت وجهد تشكر عليه من خلال متابعتك المستمرة لذكر مثل هذه المواقف الجميلة والرائعة وحقيقةً نفتخر بمثلك كمدير تعليم سابق وبمن هم الآن على رأس العمل من مديري تعليم الباحة والمخواة وعلى رأسهم سمو أمير منطقة الباحة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور : حسام بن سعود حفظه الله ، والذي لا يألوا جهداً في خدمة المنطقة وفي مقدمتها التعليم .
لا فض فوك يا ابا ناصر
لقد كفيت ووفيت وبيض الله وجهك
لقد سرني طرحك الراقي وإبداعك في إيصال أفكارك النيرة بأسلوب راقٍ وجذاب
فلك مني التحية و الاحترام لشخصك الكريم ولقلمك المفضال..
فسلم بنانك وعلا شأنك وحقق الله امنياتك على يد صاحب السمو الملكي
*الدكتور حسام بن سعود بن عبد العزيز*
امير منطقة الباحة و عراب النهضة التنموية الشاملة في المنطقة..
وإلى مقالات أخرى نافعة لهذا الجزء الغالي من الوطن الام المملكة العربية السعودية…
تحياتي