آراء و تدوينات

مكافآت الحياة

حسين بن صبح الغامدي

زياد، صديقي تعرض لوعكة صحية على أثرها تنوّم في إحدى مستشفيات الرياض، أعددت العدة لزيارته، الحمد لله زرته في منزله وصلت من جدة إلى الرياض في يوم خروجه، جالسته من بعد المغرب حتى بعد صلاة العشاء، خرجت من عنده، بعدها شعرت ببعض من الفراغ، بحثت في منصة X عن الشريك الأدبي، وجدت الصحفية سارة العمري تنوّه عن أمسية لمرزوق بن تنباك في مقهى تشكيل، والاثنان جاذبان بالنسبة لي، فلم يسبق لي مشاهدة مقهى تشكيل، وممتع أن أستمع إلى متحدث كـ ابن تنباك، فهمت لاحقا أن هذه هي المكافأة الأولى! عفوا، بل هي الثانية مجالسة صديقي هي المكافأة الأولى، نعم كانت زيارتي له ذات أثر إيجابي بالنسبة له، ولكنني أتوقع أنني كنت أكثر سعادة منه بمجالسته.

استطعت أن التحق بالجزء الأخير من الندوة، ولا نغفل أن بن تنباك أحد أهم الأدباء في هذا الوطن. كذلك رأيت عملا مذهلا قام به المبدعون (شباب تشكيل)، مقهى وأعداد هائلة من الكتب ومسرح داخل مقهى، ومدرجات مناسبة للمقهى، تصميم ومظهر، إبداع فريد. كانت أعداد الحضور لافتة أكثر مما كنت أتوقع، نساءً ورجالًا وبينهم أعداد من الشباب، بالقرب من المتحدث لفت نظري أ.د. معجب العدواني، الدكتور الـ (friendly) صاحب العمق الثقافي والشخصية المنبرية الملفتة، خاطف النجومية في الوسط الثقافي.

تتوالى المكافآت … أمر بجوار مؤسسة اليمامة الصحفية، أتردد، ولكني أخترت أن أجرب، أتوقف عند الأمن وفي ذهني محاولة سابقة فاشلة في الدخول! تيسرت هذه المرة، دخلت، أنتقل من الدور الأول إلى الثاني، وفي ذهني صحيفة الرياض العريقة ورفيقتها مجلة اليمامة، رافقتني الدهشة في كل زاوية وكل لوحة، وكل صحيفة قديمة مثبته على حيطان المبنى وقع عليها نظري، اسأل أين اليمامة؟ يجيبني أحدهم..

أول إطلالة على اليمامة، قاعة كبيرة مفتوحة من الداخل، ليس لها أبواب، بها عدد من المكاتب، وعدد من العاملين وكم هائل من المجلات، المفاجأة؛

 عبدالعزيز خزام أمامي!

هو….

لا ليس هو!!

بل هو..

أتقدم خطوات وعيني مثبته عليه،

هو والله..

الآن رفع عينيه حدّق، تفاجأ هو أيضا.. وبعد المفاجأة الجميلة والتحايا الحارة تعرفت من خلاله على العاملين في اليمامة، وكان رئيس التحرير قد غادر قبل وصولي بقليل، لا بأس..

في طريق الخروج مررت بقائد المؤسسة خالد الفهد العريفي، أكرمني ببشاشته وترحيبه وحديثه المتدفق، وقال من ضمن ما قاله: إنه جاهد في سبيل بقاء اليمامة، وتحدّثنا عن الصفقة، اختيار رئيس التحرير، الذي أعاد نبض اليمامة إلى المتلقّي، أصبحت اليمامة مجلة كل المثقفين، أيضا اختيار عبدالعزيز خزام صفقة أخرى نجح فيها الصيخان، والخزام لمن لا يعرفه حفر في الصحافة الثقافية حفرًا منذ نعومة اظفاره، نجح في إقامة ود مع المثقفين، وأصبح صديقا مقربا منهم إضافة لكونه مثقفا عميقَا.

لم تتوقف المكافآت على هذا الحد، حتى د. حسن حجاب الحازمي التقيته صدفة ودون إعداد سابق وعقدت معه موعدين لاحقين، كذلك ولأول مرة التقي بالمبدع عبدالله بن إبراهيم مفتاح، الرئيس التنفيذي لجميعه الأدب، وجدير بالذكر أن أذكر أن جمعية الأدب إحدى ستة عشر جمعية تندرج تحت وزارة الثقافة، وتهتم بالجمال والإبداع والفنون، جميعه الأدب التي تحاول أن يكون لها قوة واعتبار بين المؤسسات الأدبية، وتحاول أن تدير المشهد بما يليق بالأدب وأهله.. بإدارة تنفيذيه من العاشق للأدب والأدباء، ابن فرسان الشاعر المبدع عبدالله مفتاح.

أصدقاء كثر تقاسمت وقتا سعيدا معهم، ومكافآت كثيرة تلقيتها، لم تكن في الحسبان، لم يخطر ببالي أنها مكافآت إلا في طريق العودة أثناء تفكيري في كم المكاسب التي حصلت عليها، لا أدري لماذا أخذتُ مساحة من الوقت أفكر في سبب تلك المكافآت، عدد من المرضى زرتهم، حضرت أكثر من مناسبة، ولكني اخترت زياد صديقي لأعلق تلك المكاسب نتيجةً لزيارته …

لعلها كذلك..

دعواتنا بالشفاء الدائم لزياد، ولكل من يعاني من الألم والمرض…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من صحيفة الاتجاه

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading