ثقافة و فنمقابلات وتقارير

محمد الرياني: الفانتازيا عشقي، وغضب أختي أسال دمي، وفن القصة يمر بمرحلة ذهبية

حوار – مريم الحسن:

القاص (محمد الرياني) ضيف حوارنا الرمضاني الليلة، وهو الحوار الذي نقترب فيه من حياة وفكر ضيوفنا عبر أكثر من نافذة، نقلب فيها أوراقهم، وننصت لتجاربهم، ونجعل من أيام وليالي الشهر الفضيل مرتكزًا لبعث الذكريات، المتصلة بفن القصة القصيرة …..

هذا الحوار تم بالتشارك مع “ملتقى القصة القصيرة الإلكتروني”.

ماهي قصتك مع الأساطير، والقصص الشعبية الرمضانية في منطقتك، وكيف كتبت عنها؟

القصص والأساطير هي زاد مهم في عالم الكتابة وكتابة القصة والرواية، وهي زاد قريب وفي المتناول خاصة عند كُتَّاب القصة الذين عاشوا ويعيشون في الأرياف والقرى، وأعتبر القرى والريف منجمًا ذهبيًّا لكتابة القصة كون كبار السن فيها ذكورًا وإناثًا يتداولون الأساطير والحكايا التي تنسب إلى خرافات أحيانًا أو أساطير وقصص شعبية تجمع بين الواقع والخيال أو ربما الخيال وحده.

بالنسبة لي وكوني من الريف فقد كتبت كثيرًا من وحي الأساطير والخيال ونبض القرى وحكاياتها؛ كتبت عن الحناء والريحان ودجاج الحي والثعالب التي تسرق الدجاج وعن الكلاب التي تسكن في فناء المنازل وعن السيل الذي ابتلع الحبيبة وعن الحبيب الذي عمل المعجزة كي ينقذ حبيبته، ويظل الخيال أحد أهم مكونات القصة القصيرة وروعتها.

رمضان محفز للكتابة، هل من (ق ق ج) لك عن أجواء الصيام؟

غربت الشمس، أذن المؤذن، اختلطت الأصوات بالدعاء، اختلطت ملاعق الصغار بملاعق الكبير، احتسى الكبار بملاعق الصغار، طال البقاء على المائدة، شبع الصغار قبل الكبار.

2 10

ثمة مواقف “غير متوقعة” صادفت مسيرة صيامك، فيها عبرة أو طرفة، هل تشاركنا إياها؟

كنت وصديقي صغيرين نجمع بين الشقاوة والبراءة في آن معًا وكان صديقي أكثر شقاوة ، ولي أخت وصديقتها تلعبان لعبة الدُّكان حيث تجمعان العلب الفارغة كالبازيلا والفول وغيرهما وتصفَّانها في كراتين مثلما يصفُّ صاحب الدكان بضاعته، وفي كل مرة يقوم صديقي بتخريب صُنعهما، فقامت صديقة أختي وكانت تستخدم يدها اليسرى وأخذت علبة فول مفتوحة بسكين مما أحدث بروزًا لنصف غطائها وحذفت العلبة باتجاه زميلي، فأصابتني أنا في جبهتي فاندفع الدم بغزارة وهرولتُ مسرعًا في فناء الدار وسط حرارة الصيف، فاستيقظ أبي وهو صائم وأخذ إزاره وجعل يسد مجرى النزيف حتى توقف، وبقيت آثار الجرح في جبهتي حتى الآن.

ماهي تجربتك مع قصص الفانتازيا كتابة؟

أعشق الفانتازيا تمامًا وأحب أن أتلاعب بها وأمزج بينها وبين الواقع وفي نظري أن لا غنى عن الخيال في الكتابة بل هي ركن مهم في عالم الكتابة، والكاتب الذي لا خيال له يبقى محتواه جافًّا وغير مشوق، وعبر إصداراتي التي بلغت ١١ إصدارًا أدخلت الخيال كثيرًا سواء في القصص الواقعية الخاصة أو القصص القائمة على الخيال أصلًا، وعلى الكاتب أن ينظر إلى الأشياء نظرة بأدق تفاصيل تفاصيلها ونظرة تختلف عن النظرة الاعتيادية التي لدى الآخرين، والخلاصة فالفنتازيا عالم رائع يجعل الكاتب يسكن في كوكب آخر ومع عوالم أخرى مختلفة .

3 6

في عالمك الشخصي، كيف تمضي تعاملاتك مع الأسرة والوقت وأصناف الطعام في رمضان؟

أنا ربما حالة استثنائية في رمضان، أنام القسط الكافي المعتاد في الليل كما هو حال باقي الشهور، وفي النهار أنام قليلًا جدًّا، ويعجبني أن أذهب إلى الأماكن الصامتة نهارًا والشوارع الخالية أو شبه الخالية لأتفكر في حالنا وأقرأ لسان حال تلك الأماكن التي تفتقد الناس بسبب نومهم أو غيابهم عنها.

 أما مع أسرتي فأنا أستمتع كثيرًا وقت الإفطار في مائدة واسعة وبعد الإفطار في جلسة مع الشاي والقهوة وأحيانًا بعض أطباق الحلوى، كما أن الزيارات العائلية المتبادلة لاتزال ركنًا مهمًّا لدى عائلتي الواسعة، بالإضافة إلى الكتابة والقراءة وخاصة القرآن الكريم، والقراءة هي جزء من عالمي ومساحة أتنفس من خلالها وأعيش حالات من الراحة والسعادة.

4 1

تواجه القصة القصيرة تحديات وجودية، كيف ترى هذا التحدي، وما واجب كتابها لتعزيز مكانتها؟

أنا أنحاز كثيرًا لكتابة القصة القصيرة ليس لأني من أهلها ولكنها تتفوق على الأصناف الأدبية الأخرى بسبب نفسها الطويل والمجالات الإنسانية التي يمكن الكتابة فيها، فالقصة هي عالم من الجمال فيها غذاء الروح وفيها علاج نفسي وترويح، وهي لسان الشارع والحي والكبير والصغير والذكر والأنثى، وهي عالم من الألم والأمل والحزن والفرح والسرور، هي انعكاس لكل ما يدور على كوكب الأرض، وهي الناطق بلسان الإنسان ومع كل ما يدب على الأرض وينبت عليها.

 ولا شك أن القصة في عالمنا الفسيح الآن تمر بمرحلة ذهبية كون التقنية ساهمت في إبراز الكتابة والكُتَّاب وبطريقة التقنية الحديثة، وهذا ربما يعزز من قيمتها ومكانتها ومنافستها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com