نادي الباحة الأدبي يؤبن المُحدث العلم الشيخ الزهراني

الاتجاه – بخيت طالع الزهراني
يقيم نادي الباحة الأدبي بالشراكة مع جمعية التنمية الأهلية بالمندق، ندوة ثقافية تأبينا لابن الباحة المحدث العلم، المرحوم الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله الزهراني، بعنوان: (عصامية الأماجد والأثر الخالد)
يشارك فيها كلا من د. معجب سعيد الزهراني، العميد صالح خميس الزهراني، أ. خالد عمر الفقيه، ويديرها أ. عبدالله حسن فرحان، وذلك يوم الاثنين ١٤ / ١١ / ١٤٤٦هـ – ١٢ / ٥ / ٢٠٢٥م، بعد صلاة العشاء مباشرة، بمقر الجمعية بالمندق.
وأثنى مثقفون على فكرة الندوة، التي عدوها بادرة وفاء غير مستغربة من نادي الباحة الأدبي الثقافي لشخصية مؤثرة، قدمت الكثير من المآثر والأثر.
وقال رئيس النادي الشاعر حسن بن محمد الزهراني أن رحيل الشيخ رحمه الله – فقدٌ كبير على الوطن و العالم العربي والإسلامي، ولن ننسى أنه رحمه الله كان عضوا بمجلس إدارة النادي سابقاً، وترك بصمات خالدة في المجال الثقافي بالمنطقة لا تنسى، كما أنه صاحب سيرة عظيمة تكتب بماء الذهب.
موضحًا أن الشيخ عبدالعزيز من مواليد 1353هـ بقرية بني عمار (إحدى قرى محافظة المندق) شمال منطقة الباحة، ودخل الكُتاب وعمره خمس سنوات، حيث كان أصغر الطلاب، وقد تميز بينهم بالنباهة والفطنة، ليتتلمذ على يد الشيخ عبدالله بن سعدي العبدلي الغامدي، حيث تعلم مبادئ التوحيد، وقرأ عليه من سورة العنكبوت الى سورة الناس، ولما بلغ العاشرة من عمره توفي والده في عام 1362هـ تقريباً، وبعد سنتين وستة أشهر توفيت والدته، فانتصب مستقبلاً عمره للقيام بأعباء الحياة
وبعد ان كبر الشاب اليتيم عبدالعزيز الذي أصبح متزوجا من زوجته التي تكبره بأعوام بسبب رغبته أن تساعده في تربية شقيقه وشقيقته قرر أن يغادر إلى مكة المكرمة لطلب الرزق، فالتحق بالعمل العسكري، ولم يستمر طويلا حتى اتجه للعمل في أمانة العاصمة المقدسة، وداوم على هذا العمل 25 عاماً.
وأضاف: اثبت ذلك الشاب حرصه وأمانته، فقرر أمين العاصمة المقدسة في ذلك الوقت الاستاذ عبدالله عريف أن يعينه رئيساً لبلدية منى بأمانة مكة واستمر في ذلك المنصب قرابة 11 عاما، نجح خلالها في إرساء التنظيمات التنموية، وشرع في منع التعديات، ومنى حينها مأهولة بالسكان في بعض منها، وأنشأ حنفيات ماء لسقاية الحجاج في طريق المشاة، وهو أول من طالب بموقع لذبح الهدي في منى، وأول من منع الذبح في مخيمات الحجاج، وأول من منع دخول الأنعام إلى منى في أيام التشريق، إلا في مكان مخصص لها بجوار مكان الذبح وقبل يوم العيد، وأول من وضع نظام لمراقبة تطبيق ذلك، واستحدث وظائف موسمية أخذت من الطرقات والشعاب المؤدية إلى منى مراكز لها لمنع دخول الأنعام والذبح في الخيام في الحج، أي أنه كان أساس تنظيم منى الذي نشهده حالياً.
وأثناء عمله في مكة المكرمة، كان المسجد المكي الشريف بمثابة الجامعة العلمية العصرية، فقد كانت تنتشر حلقات العلماء في أروقته وزواياه، فأنضم الشيخ إلى حلقات أهل العلم بعد الفجر، وبعد العصر، وبعد المغرب، وبعد العشاء، فيحضر في مجالس شيخه المحدث عبدالحق الهاشمي، وكذلك الشيخ سليمان الحمدان، وكانت أكثر ملازمته لهذين الشيخين، ثم يحضر مع ذلك حلقات الشيخ عبدالله البسام والشيخ حسن مشاط والشيخ محمد الصومالي والشيخ يحي آبادي وغيرها من حلق الذكر والتعليم.
بعد أن زاد علم الشيخ عبدالعزيز قرر أن يقدم استقالته ليتفرغ للعلم، وأصبح منارة للمهتمين بالحديث وحصوله على إجازة في رواية الحديث بسند متصل بالنبي ﷺ، ليزوره عظماء مشايخ العالم العربي بمنزله بمحافظة المندق، لطلب الإجازة في الحديث حتى أنه أجاز الحديث لأكثر من 130 عالما ومنهم الشيخ د. صالح بن حميد رئيس المجلس الاعلى للقضاء سابقا، والشيخ د. سعد بن ناصر الشثري مستشار الديوان الملكي، والداعية د. عائض القرني و د. عبدالرحمن العشماوي.
قام الشيخ عبدالعزيز بتأليف كتاب “معجم رواة الحديث الأماجد من علماء زهران وغامد” وطبع في 15 مجلدا، ويقع في 7500 صفحة، وفيه نوادر كتب تراجم رجال الحديث على القبائل وأحوال الرواة ثقة وضعفا، وبلغ عدد الأحاديث التي أوردها 12.500 حديثًا.
كما قام بعدها بتأليف عدد من الكتب ومنها كتاب خواطر إسلامية، وكتاب صور من سيرة شباب الرعيل الأول، وكتاب الدفاع عن الصحابي الجليل ابي هريرة رضي الله عنه، وكتاب حرية الفكر أم حرية الكفر.
وختم رئيس النادي بتوجيه شكره للجنة التنمية الأهلية بالمندق، رئيسا وأعضاء على استضافة الندوة، وتبني كل ما من شأنه نجاح الفعالية، وداعيًا المهتمين للحضور والتفاعل مع محاور الندوة.