صحيفة,أخبار,جريدة,صحف,جرائد,أخبار اليوم,أخبار عاجلة,آخر الأخبار,صحيفة إلكترونية,صحيفة رقمية,منصة أخبار,بوابة إخبارية
مقالات

قُبْلةٌ هادئةٌ

محمد الرياني

بعد وعكةٍ صحيةٍ في الليل، صحوتُ على صداع، الشغفُ جعلني أحتفلُ مع الأصدقاءِ في الليل، أبتسمُ، أمنحُ، أحيي، أسلمُ، أقابلُ وأودع، كلُّ هذا في ثنايا الألم، قطعتُ المسافةَ وحيدًا وأعمدةُ الإنارةِ ترسل بريقًا مؤلما، ثلاثون دقيقة مرَّتْ من عمري وعمرِ الليلِ كي أصلَ إلى الوسادة.

وضعتُ إصبعي في فمي لأنزعَ الألم الذي يكادُ يفجِّرُ معدتي، نجحَ اجتهادي وحُسنُ تقديري في فعل هذا، شكرتُ اللهَ أنَّ إحساسي قادني للانتصارِ على شراسةِ الألم، أغمضتُ عيني وأنا أضعُ رأسي على الوسادةِ وقد دهنتُ رأسي الذي حلقتُه مؤخرًا بالفيكس صديقي المفضل، ارتياحٌ عمَّ أجزاء جسمي والسمومُ تخرجُ منقادةً دون اعتراض.

كان ليلًا مزعجًا معظمُه ألمٌ ثم أعقبَه أمل، فتحتُ عيني وإذا الصباحُ تغردُ عصافيرُه على الشُّباكٍ القريب مني، استلمَ الصداعُ الدورَ من ألمِ الليل، لستُ على ما يرام ولستُ على استعدادٍ لألمِ النهار؛ هكذا أحدِّثُ نفسي، أضفتُ المزيدَ من دهانِ الفيكس لتخفيفِ الألم، ليس بمقدوري أن أضيفَ حرارةَ المُسكناتِ إلى معدةٍ لفظتْ سمومَها للتو.

 لبستُ ملابسي وخرجتُ إلى الشارعِ لأرى الهدوءَ في الإجازة، وأستمتعَ بحركةِ الشارعِ القريب، أولُّ واحدٍ أقابله هو (هادي) ابن الحي وله من اسمه نصيب في الهدوء، التقينا وهو يمشي إلى الشرقِ وأنا باتجاه الغربِ وكلُّ واحدٍ أخذَ مسارَ الآخر، اقتربَ منِّي كي يطبعَ على رأسي قبلةَ الاحترامِ والصباح، قلتُ له بهمسِ المُتعَب: رأسي فيه فيكس! تركني ولم يُعقبْ على همسي أدبًا.

مضى بعضُ الوقتِ وأنا أسأل نفسي عن سرِّ هدوءٍ الصداع، هل فعلتْ قبلةُ (هادي) فعلتَها وأسكتتِ الصداعَ في أولِّ النهار، لا أعلمُ حقيقة! وكلُّ الذي أعلمُه أن بعضَ السِّماتِ في الآخرين تمنحُ أوكسيرًا قد لا يوجد في وصفاتِ الطِّب، كما أن بعضَ القبلاتِ البريئةِ تمنحُ روحًا رائعةً وإن طُبعتْ في قارعةِ الطريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com