مخالب العُرس

محمد الرياني
قالت لصديقتها في مساء فرح: أحلم بعريس مختلف لا يشبه عريس صديقتنا في منصة العرس أمامنا، تهامستا بضحك، ردت صديقتها: اسكتي، لا يرتفع صوتك.
تسمرتا في مساء الفرح بعيون تتجول في قاعة العرس، غير أنها أكملت في صوت منخفض: أريده أصفر البشرة، أشقر الشعر، طويل القامة، ذا عينين زرقاوين، دفعتْها الأخرى مع ضحكة امتدت إلى المجاورات على بعض الطاولات الأخرى.
انتهى العرس وعادت كل واحدة تحلم بليلة عرس استثنائية، نامت التي تتمنى عينين زرقاوين فرأت في منامها كائنًا يقف إلى جوارها بلون برتقالي ويرمقها بنظرات عينين زرقاوين حادتين، ثم رأت أنها في عرس يشوبه الخوف والقلق.
انقضى الليل بفرحيْن أحدهما في الواقع والآخر في المنام، اتصلت على صديقتها لتخبرها بحلم غريب عجيب، ضحكت وقالت لها: أخشى عليك من حلمك.
انتظرتْ إلى المساء تترقب ما سيسفر عنه حلمها النرجسي حتى جاء الليل باردًا شديد الظلمة.
نامت ولم ترَ شيئًا في منامها إلى أن استيقظتْ واتجهتْ إلى الفناء لتستمتع بصوت العصافير، فلم تجد تغريدًا يعيد لها بهجة الأحلام السعيدة.
وجدت في الفناء قطَّين سمينين يتعاركان قبل الإشراق؛ أحدهما برتقالي اللون والآخر بلون أسود موحش، حيث تفرقا عند رؤيتها في اتجاهين متعاكسين، ومن سوء حظها هروب القط البرتقالي نحوها ليقفز على وجهها ويغرز فيه مخالبة.
صرخت بشدة وهي تستغيث وانطلقت عائدة إلى غرفتها لتزيل آثار المخالب.
نظرت في المرآة وهي تزيل آثار الجرح وتعقم مكانه وهي تقول: هذا تفسير حلمي، سامحك الله يا ….تعني صديقتها .
انتظرتْ إلى المساء ودعتْ صديقتها إلى فنجان قهوة في أحد المقاهي، التقتا في ليل هادئ وآثار القط البرتقالي على وجهها.
انفجرتا ضاحكتين، قالت لها صديقتها: كأن هذه لمسة العريس الأصفر، فردت عليها: قولي: هذا القط البرتقالي الذي ترك قطته السوداء في نهاية الليلة ليضع لمسته الأخيرة كما ترينَ على خدي.
أقترح عليك أن نفترق ونجلس على مقعدين متباعدين، إذا ذهبنا إلى قاعة عرس، حتى لا أرى حلمًا أو قطَّين مستمتعين بحياتهما.