رسالة اليوم العالمي للمدير: عبدالرحمن الصَّروي …آخرُ هبَّات الغَمام

محمد الرياني
التقيتُه في آخر محطاتي العمليةِ في التعليم ، شابًّا يتوقد حماسًا وعملًا ولطفًا وأدبًا ، كان يشبه هَبَّاتِ الغَمامِ التي تتخللُ العشايا وقتَ الأصيل ، أو شذى المطر الذي يعبقُ عند التقاءِ المطرِ بأريجِ العشايا ، كان رائعًا حدَّ الروعة ، أنيقًا غايةَ الأناقة ، ومبادرًا لا تتوقفُ مبادراتُ عطائه .
عبدالرحمن الصروي قلبٌ أخضر كخضرةِ قريتِه الجميلةِ التي ترتوي من الوادي القريب ، وابتسامةٌ رقراقةٌ تشبهُ تغريدَ العصافيرِ وقتَ الفجرِ أو مع الأصيلِ على ضفافِ الوادي الجميل .
ولأنه يحبُّ أن يكون استثنائيًّا في كلِّ حالاته ووفيًّا في صفاته فقد بعثَ إليَّ رسالةً رقيقةً رقراقةً بمناسبةِ اليوم العالمي للمدير ، ولأنَّ الصَّروي كان يبثُّ رسائله في الزمن الجميلِ للعمل وللزمالةِ فقد آثرَ أن يرسلَ رسالةً أخرى في مساحةٍ لا تجمعني به الآن ، فهو على رأسِ العملِ بينما أنا قد طويتُ صفحاتِ العملِ ولم يبقَ منها غيرَ الذكريات .
وهكذا هم الأوفياءُ كلما سار العمرُ للأمامِ سارتْ معهم رائحةُ الشذى وارتقتْ أصالتُهم ليكونوا كالطيبِ المعتَّقِ الذي كلما غسلتَ يديكَ منه فاحَ من جديد .
دمتَ وفيًّا يا عبدالرحمن الصروي ، ودامتْ رسائلُ الود ، ولك ولكلِّ زميلٍ مثلكَ عاطرُ التحايا و أرفعُ التقدير .


