قبيلة “بني حسن زهران” تصدر وثيقة نسبها .. والمؤرخ علي سدران : هل من دليل لهذا التغيير !

في توثيق للتاريخ السعودي عامة ولتاريخ منطقة الباحة وأعلامها بشكل خاص اصدرت قبيلة بني حسن بسراة وتهامة زهران ” وثيقة نسب ” مؤيدة من الشيخ مبارك بن منسي بن عصيدان شيخ القبيلة ومن عدد كبير من عرفاء ووجهاء وأعيان القبيلة ، ويوضح الشيخ مبارك ال عصيدان أهمية هذه الوثيقة بأنها توثق نسب القبيلة المعروف والمتصل بقبيلة الغطاريف الشهيرة في الجاهلية والاسلام وأن هذا التوثيق يصب في التوثيق التاريخي الوطني السعودي الذي يستمد جذوره من البيئة العربية الأصيلة ، وقد نصت وثيقة نسب قبائل بني حسن إلى أن قبائل بني حسن الأربعة ( آل وجه الذيب ، بني مروان ، الفُضَيْلة ، بني مسعود ) تتصل بنسبها إلى بني الحارث الغطريف الاصغر بن عبدالله بن الغطريف الاكبر بن بكر بن يشكر بن مبشر بن صعب بن نصر بن زهران وهم قبيلة الغطاريف او آل الحارث الغطريف والتي بقيت محل اعتزاء القبيلة إلى اليوم بآل حارث .
وقد حررت هذه الوثيقة التاريخية المهمة بتأييد من الشيخ ابن عصيدان ومن رؤوس قبائل بني حسن آل الحارث الغطريف وكبارهم وعرائف قراهم التي تزيد عن ستين قرية بالسراة وتهامة ، ومنهم من العرائف : الشيخ عادل بن حمود عريفة قرى رباع والشيخ حسين الغرسة عريفة قرى خيرة والشيخ صالح بن حلسان عريفة القمدة والشيخ محمد بن نويري عريفة الركبة العفوص والشيخ غازي بن صقران عريفة قرى المشايعة والشيخ احمد سعيد جارالله عريفة الجوفاء والشيخ عبدالرحمن الشعشعي عريفة الشولة والشيخ علي بن فيصل آل مرادم عريفة الشعبين والشيخ غرم الله بن مرزن عريفة قرن ظبي والشيخ احمد آل قرهم عريفة جافان والشيخ محمد الجعيدي عريفة الجعدة بتهامة بني حسن وغيرهم من المعرفين .
وكذلك منهم من أعيان القبيلة مثل : الشيخ معيض بن منسي آل عصيدان والشيخ غايب بن حسن آل عصيدان والشيخ عبدالله لن عمير آل عصيدان والشيخ خضران بن أحمد الحبجي والشيخ عبدالرحمن القوق والشيخ غرم الله كرات والدكتور عبدالله القنوت والاستاذ والمؤرخ عبدالهادي بن حربي والاستاذ عبدالله بن سليم والشاعر احمد الدرمحي والاستاذ حسن غباش وغيرهم من وجهاء وأعيان القبيلة .

من جهته قال الباحث في التاريخ عبدالهادي بن حربي” أن هذه الوثيقة التاريخية مهمة جدا في المجال البحثي لما تزخر به من معلومات موثقة من القبيلة ولما تتميز به من اختصار جهد الباحثين والكتاب والمثقفين الذين تصب دراستهم في الحقول العلمية عن منطقة الباحة او تاريخ الجزيرة العربية والذي انعكس على تاريخ المملكة العربية السعودية في عصورها الاولى والحاضرة الزاهرة .
واضاف بن حربي ، عن بني الحارث الغطريف القبيلة الجاهلية التي يمتد لها نسب قبائل بني حسن فالمعلومات التاريخية في المصادر الشهيرة تنص على أن منهم أعلام جاهليين واخرين اسلاميين في جيل الصحابة والتابعين وكذلك علماء وشعراء ، وكلهم يصنفون من اعلام منطقة الباحة التاريخيين ، ومنهم في الجاهلية : سيد السروات أبو ازيهر بن أنيس والفارس الجاهلي رؤاس بن تميم الذي يقول في عامة قبائل يشكر التي تعد قبائل الغطاريف منها :
بني يشكرٍ أعني فيا صِدق مادحٍ
ويا طِيْب ممدوحٍ ويا يُسْر شاعرِ
بنو محصناتٍ لم تُدَنّس حُجُورها
وُصُومٌ وأبناء الملوكِ الجبابرِ
وكذلك من فرسانهم الجاهليين أبو هند بن الصبيب وذو الدجّاج ومن رؤسائهم الذين كانوا على المرباع على كافة الازد ضماد بن مسرح ، وفي الاسلام كانوا الغطاريف في الوفد الذي وفد من قبائل زهران على النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وهم سبعين بيت من كافة زهران ومن اعلامهم في ذلك الوفد الصحابي الجليل عبدالله بن أبي ازيهر الذي ورد في قول أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمّره على زهران وغيره من الصحابة ، وأما التابعين فمنهم المحدث الثقة بكر بن عثمان البرساني والتابغي المحدث محمد بن بكر بن عثمان البرساني الذي تتلمذ على يديه الامام احمد بن حنبل ، ومن علماء الغطاريف والمحدثين منهم المحدث عمرو بن مرزوق الواشحي وقاضي مكة المحدث الثقة سليمان بن حرب الواشحي روى عنه البخاري وابو داود وغيرهما والمحدث الثقة أبو الحوزاء الربعي والامام عبدالله بن العلاء ، ومن القادة الاسلاميين من الغطاريف الامير العباسي الفضيل بن هنّاد وكان صاحب خيل الازد ، والأمير والوالي العباسي على خراسان عبدالجبار بن عبدالرحمن واخوه الأمير عبدالعزيز امير البصرة للخليفة المنصور وغيرهم من الاعلام عبر التاريخ .
وأما في العصور القريبة فمن أعلام الشيخ عصيدان الاول والشيخ عصيدان الثاني الذي قاوم الاتراك وهزمهم في عدة وقائع ومن علمائهم الشيخ محمد اللبزة الذي درس في اليمن والازهر والحرم المكي والشيخ غرم الله الفقيه والشيخ عبدالله بن قرهم الدارس في اليمن ، ومنهم اعلام اسهموا في النهضة السعودية الحديثة مثل عبدالله بن علي من أوائل سائقي القطار وبن سعفة من أوائل من فتح الطرق بقطاع زهران ومنهم المخترعين على مستوى العالم العربي مثل المخترع سعيد بن عبدالرزاق المخترع ومهندس الفضاء المعروف والدكتور معجب الزهراني مدير معهد العالم العربي في باريس وغيرهم .
من جهته قال المؤرخ المعروف علي بن سدران ” هل من دليل لهذا التغيير ، فقد أقدمت قبيلة بني حسن اليوسية إحدى قبائل بني أوس من زهران ، على تغيير مسمى قبيلتها من قبيلة (بني حسن) إلى قبيلة (الحارث) الغطريفي ، جرى ذلك في اجتماع عام ضم شيخ القبيلة الشيخ / مبارك بن منسي بن عصيدان ، ومعرفي القبيلة وعددًا من أعيانها ومثقفيها. حيث اتفق الجميع على أن يصبح اسمها بعد التغيير قبيلة (آل الحارث الغطريف) نسبة إلى الحارث بن عبدالله بن بكر بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث … إضافة إلى اسمها (بني حسن) . بحيث يصبح اسمها : (بنو حسن آل الحارث) .
ويستمر الحديث لـ علي بن سدران حتى نهاية هذه المقالة .
وبناء عليه فقد أخرجت القبيلة نفسها من قبائل بني أوس (يوس) المنتسبة إلى أوس بن عامر بن حفين بن النمر بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب … إلى : القبائل المنتسبة إلى : الْحَارِث وَهُوَ الغطريف الأصغر بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن الغطريف الأكبر، واسمه عامر بْن بَكْر ابْن يشكر بْن مبشر بْن صعب بن دهمان بْن نصر بْن زهران بْن كَعْبِ بْن الْحَارِث …
ولم تعد تنتسب بموجب هذا النسب الجديد إلى قبائل بني أوس .
وبناء على قول الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى “الناس مؤتمنون على أنسابهم” فمن حقهم تغيير اسم قبيلتهم إلى ما يريدون ، شريطة أن يكون لذلك التغيير مصدر تاريخي يتكؤون عليه ، ويكون له صلة بنسبهم الحالي، “لِأَنَّ نَسَبَ الشَّخْصِ لَا يَثْبُتُ بِإِقْرَارِهِ” مالم يكن له ما يعضده من مصادر تاريخية ، كما جاء في كتاب “أسنى المطالب في شرح روض الطالب (4/367) وغيره .
أمَّا أن يكون التغيير لخصلة حميدة يتحلَّى بها ذلك النسب ، أو للتباهي بذلك النسب الذي كان للمتسمين به في الماضي سمعة طيبة بين القبائل فليس لهم ذلك ، وما عدى ما ذكر فلهم حق التغيير بموجب أسباب مقنعة ، وقول مالك المتقدم ، إنما يقبل في ما ليس فيه جر مغنم ، أو دفع مذمةٍ ، أو منقصة في النسب الحالي .
وكلنا يعلم أن قبيلة (بني حسن) واحدة من قبائل بني أوس العريقة ، وهو اسم موغل في القدم وقد ذكره الشعراء الشعبيين الأوائل في أشعارهم ومن أولئك الشعراء الشعبيين الشاعر المبدع جريبيع بن صالح الزهراني ، رحمه الله ، وهو من قرية وادي الصدر إحدى قرى قبيلة بني حسن ، قال قبل أكثر من قرن من الزمان :
قالها شاعر بني يوس العناصي لا تلوم أعلامه
وجاء في كتاب : معجم قبائل المملكة العربية السعودية (1/157) لحمد الجاسر :
“بَنُو حَسَن : من بني يُوْس ” أوس” من زَهْرَان .
من بلادهم في السَراة : وادي الصدر والعصداء والجوفاء ، وآل مُوسى ونعاش وشبرقة . وفي تهامة : قرى الجعدة” .
ومن المعلوم أن قبائل بني يوس (أوس) المنضوية تحت هذا المسمى هي القبائل التالية : (بنو حسن ، وبالخزمر ، وبيضان ، وبنو عامر ، (بالإضافة إلى بني كنانة أخي أوس) وبعض قبائل تهامة .
ولو كانت القبيلة الغطريفية (بالحارث) ، التجأت إلى قبائل بني يوس ، بعد تلك الهزيمة المنكرة التي منيت بها من قبائل دوس ، وجاورت أو حالفت بني أوس ، فأوسعت لهم في ديارها ، وأصبحوا في عدادها ، لذكره لنا المؤرخون الذين كانوا على صلة بأخبارها ، ولأوضحوا لنا سبب تخليهم عن اسمهم : (الغطاريف) إلى بني حسن . لكننا لم نعثر على مصدر واحد يبين ذلك .
ولحمد الجاسر رحمه الله ، قول يفهم منه جلاء من بقي من الغطاريف إلى ناحية مجهولة من بلاد زهران ، فقال في ص (439) من كتابه : في سراة غامد وزهران : (أن من زهران فرعًا يطلق عليه اسم: بني الحارث – أي الغطاريف – وهذا الفرع حدث بينه وبين دوس ، وهم من فروع زهران حروب .. ، ولا يستبعد أن تكون من الأسباب التي فصلت هذا الفرع عن أصله وأخرجته من وسط بلاده إلى أطرافها ونواحيها ..) .
فكيف علم هؤلاء المتأخرون دون المتقدمين ، بأن اسمهم “الغطاريف” بعد أكثر من ألف وأربعمائة سنة من الزمان ، وليس لديهم دليل يثبت ذلك ؟ وهذا الجاسر علامة الجزيرة ، ربما اطلع على كتب تاريخية غير متاح لنا الاطلاع عليها ،لم يحدد مكان رحيلهم ! والذي يبدو والله أعلم ، أنّ رحيل بقيتهم كان خارج حدود بلاد زهران . فأخفوا نسبهم حفاظًا على سمعتهم السابقة ، حيث يذكر التاريخ أنهم كانوا سادة زهران ، وهم الذين أتوا بالأزد من تهامة فأسكنوهم في السراة ، وكانوا يأخذون للمقتول منهم ديتين ، إلى غير ذلك .
وربما يكون لدى الشيخ / مبارك بن منسي بن عصيدان ، شيخ القبيلة الحالي ، أو أحد أفراد القبيلة ومثقفيها ، من المصادر ما يثبت صلتهم بهذه القبيلة ، وإلاَّ لَمَا تَخَلَّوا عن اسم قبيلتهم (بني حسن) وتسموا باسمها . وهنا أنقل حادثة جرت في إثبات النسب وإلغائه ، لبعض الأقباط ، لعدم كفاية الأدلة ، أوردها الدكتور / جواد علي ، في كتابه: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام (7/356) : قال “الكندي”: “كان أبو رجب الخولاني وفلان وفلان يتحرشون أهل الحرس ويؤذونهم ، فمشى أهل الحرس إلى زكريا بن يحيى كاتب العمري ، فقالوا له : حتى متى نؤذَى ويطعَن في أنسابنا ؟ فأشار عليهم زكريا بجمع مال يدفعونه إلى العمري ليسجل لهم سجلًا بإثبات أنسابهم ، فجمعوا له ستة آلاف دينار ، فلما صار المال إلى العمري، لم يجسر على أن يسجل لهم ، وقال : ارفعوا إلى الرشيد في ذلك ، فخرج وفد منهم إلى العراق وأنفق مالًا عظيمًا هناك ، وادعى الوفد أن المفضل بن فضالة ، قد كان حكم لهم بإثبات أنسابهم وأنهم بنو خوتكة بن إلحاف بن قضاعة ، ثم عاد الوفد بكتاب محمد الأمين إلى العمري بالتسجيل لهم ، فدعاهم العمري إلى إقامة البينة عنده على أنسابهم , فأتوا بأهل الجوف الشرقي وأهل الشرقية ، وقدم جماعة من بادية الشام ، فشهدوا أنهم عرب فسجل لهم العمري . ثم تجدد نظر القضية فيما بعد وفسخ حكم القاضي العمري ، ورد أهل الحرس إلى أصلهم القبطي” . ووردت هذه الحكاية بأطول من هذا وعليها شِعْر في كتاب : الولاة وكتاب القضاة للكندي (1/288) .
وقد اطلعت على جميع الكتب المطبوعة للأستاذ / علي بن صالح السلوك الزهراني ، رحمه الله – وهو أحد أفراد هذه القبيلة الأبية – فلم أجده يذكر أن قبيلة (بالحارث) أي الغطاريف هم قبيلة (بني حسن) ، ولا أنَّ قبيلة بني حسن هم (الغطاريف) ، وكل ما وجدته في كتابه الثاني من الموروثات الشعبية لغامد وزهران وهو يفسر معاني كلمات القصيدة التي أوردها ص 2/108 قوله في الحاشية عن هذا الشطر :
لجل يوم الحارثي ينهز جُمالك من قصابنا
فقال : الحارثي : “فخذ من زهران في تهامة” . ولم يذكر من أي فخذ .
وقال في صفحة 123 : عن لفظة (عزوة) “حارثي” : “نسبة لسكان قرن ظبي” . ولم يذكر نسبتها إلى الغطاريف . أو صلتها ببني حسن . لكن من المعروف أن قرية قرن ظبي ، من قبيلة بني حسن . ونقل صفحة 251 قصيدة الشاعر الشعبي جريبيع بن صالح الزهراني رحمه الله ، وهو من قرية وادي الصدر ، إحدى قُرى قبيلة بني حسن بالسراة ، وفيها يعترف صراحة أنه من بني أوس (يوس) :
قالها شاعر بني يوس العناصي لا تلوم اعلامه وفي صفحة 260 والشاعر جريبيع بن صالح ، يحيي قومه بني حسن فخذًا فخذًا : ( بني مروان ، وأيل وجه الذئب ، والفُضَيلة ، وبني مسعود) ثم قال : “ها ذولا رجال الحسني” . ولم يذكر أنهم رجال (بالحارث أو الغطاريف) .
أمَّا في الكتاب الثالث 3/136 ، فيفسر كلمة (يا حارثي) الواردة في الشطر التالي من قصيدة للشاعر الشعبي صالح بن عقَّار رحمه الله :
يا حارثيٌّ على القالات واربابها
بقوله : يا حارثي : “فخذ من بني حسن من زهران” . ولم يقل : من الغطاريف .
وفي كتابه “غامد وزهران ، السكان والمكان” ذكر قبيلة بني حسن بالتفصيل ، وجاء في صفحة (119) : ثانيًا : قبيلة بني حسن ، وذكر فروعها فقال : وقد تفرع منها أربعة أفخاذ :
1- آل وجه الذيب ويطلق عليه (الحسن) 2- بنو مروان 3- بنو مسعود 4- الفُضَيلة .
ولم يتطرق للغطاريف مطلقًا . مع أنه فَصَّل فروع هذه الأفخاذ الأربعة وقراها، وأتى بكثير من المعلومات عنها .
وقد يكون اسم (الحسن) الذي أُطلق على فخذ (آل وجه الذيب) تسمَّت به القبيلة .
وذكر في معجمه الجغرافي صفحة: (33) وهو يعدد قبائل زهران الحاضرة في السراة فقال : “قبيلة بني حسن” ولم يذكر صلتها بالغطاريف . وإذا ذكر داخل الكتاب قرية من قرى هذه القبيلة قال : وهي قرية من قرى قبيلة بني حسن ..
هذا ما وجدناه عند الأستاذ علي بن صالح السلوك ، رحمه الله ، ولو يعلم أنَّ الغطاريف هم بنو حسن ، لَمَا تردد في ذكرهم . ولأورد نسبهم من خلال كتب الأقدمين ، وكان رحمه الله له باع طويل في التأليف والتحقيق وفي معرفة القبائل وسير الرجال ، وكان بحق موسوعة علمية.
وقد جرى بيني وبين المرحوم بإذن الله تعالى الأستاذ أحمد بن علي الحسني ، صاحب كتاب : “العنوان في أنساب زهران ، من الحجاز إلى عُمان وغيرها من البلدان” . في طبعته الأولى ، عام : 1429″ عدة مناقشات شفهية وكتابية حول هذا الموضوع ، أولها كانت في منزله بوادي الصدر ، عند ما زرته للسلام عليه ، ومعي الأستاذ : عبد العزيز بن سعد بن شلحان الزهراني، ثم كتبت له بتاريخ : 20/10/1429. لأنه أول من أثاره ،
ومع موضوع الغطاريف مدار النقاش ، عدة ملاحظات أخرى .
ومما قلت له من جملة نقاط عدة : ” قولك ص (185) عن بني حسن (إلاَّ أن الاسم تغير من بني الحارث إلى بني حسن) .. (إن الحسن أو حسن قد يكون لقبا للحارث ، فترك الاسم وبقي اللقب ، كبني مفرج الذي هو عمر ..) . وذكرت قصيدة الشاعر ابن ثامرة ص (186) وقلت : (وهنا يقصد بني الحارث أي بني حسن القبيلة الحالية ) ، ثم ذكرت ص (187) ( أن هناك من يستعمل اسم بني الحارث وهم أهل العفوص) .. (من فرع آل وجه الذئب (الحسن) . (وهناك في تهامة قرية تسمى (الجعدة) من بني حسن ، عند العزوة يقول أحدهم : أنا الحارثي . ( وفي بعض المصادر فإن اسم بعض فروع بني حسن هكذا (آل وجه الذئب أو الحسن) ، وكذلك ص (274) . وفي ص ( 188) . ( وهذا يدل دلالة واضحة أن الحارث ، والحسن اسمان لمسمى واحد ، أو أن الحارث اسم وحسن لقب أو صفة ) . وخرجت من استنتاجاتك أن بني حسن الحالية هم الغطاريف قديما والنتيجة ص (214) رقم (3) . وذكرتهم ثانية وثالثة ورابعة ص (349) و(350) و(352) . وكل هذه استنتاجات ، واسمح لي بمناقشتك فيها فأقول :
إن الحارث الذي ذكرت هو الحارث بن عبد الله بن عامر بن بكر بن يشكر بن الصعب ابن دهمان بن نصر بن زهران . فمتى تغير اسمه من الحارث إلى حسن على حد قولك ؟ وكيف يكون الاسم لقبا ثم اسما بمعنى أن (الحسن أو حسن) اسم ، ثم جعلته لقبا للحارث ومن قال بذلك ؟ واستشهادك بمفرج وعمر ، وهو من استنتاجك أيضا لا يُعتمد عليه في باب النسب ، وقصيدة الشاعر ليست مستندا يثبت نسب الحارث ، فالمتأخر ما لم يكن لديه دليل تاريخي لا يصحح قول المتقدم كما تعلم ، وقد مضى على وجود الحارث أكثر من ألف وأربعمائة عام ، وأما عزوة أهالي قرية الجعدة فهي أيضا لا ترقى إلى الحارث بعد هذه المدة الزمنية، ولعلها عزوة لبعض أجدادهم ، وإذا سلَّمنا فرضا إنها عزوة لهم على طول هذا الامتداد التاريخي ، فلا نعممها على كل قبائل بني حسن ، وأنت تعلم أن لكل قرية بل ولكل لحمة بل ولكل بيت عزوة ، ولعل تلك القرية من نسل الغطاريف ، ولكن أين الدليل التاريخي الذي يثبت ذلك ؟ وكذلك أهالي قرية العفوص .
ويفهم من قولك أن العفوص من آل وجه الذئب ، والجعدة من الفضيلة ، ولا يعرفون أي الجعدة جدًّا لهم باسم الحارث ، ورد هذا ص 189، وإنما هي عزوة لهم فكيف تكون عزوة العفوص والجعدة واحدة وهم من فرعين مختلفين ! كما أنك تقول : (أن الحارث والحسن ، اسمان لمسمى واحد ، أو أن الحارث اسم وحسن لقب أو صفة ) فلم تثبت على قول حتى نعلم أيهما الاسم وأيهما الصفة . وما اسم تلك المصادر التي ذكرت بأن بعض فروع بني حسن هكذا : (آل وجه الذئب أو الحسن)؟.
إن الغطاريف يا أبا سعيد هم بنو الحارث ، ولكنهم ليسوا ببني حسن وإنما هم في سراة إخوانهم دوس ، ومختلطين معهم في تهامة بدليل الحربين اللتين جرت بينهما ، واحدة في حضوة بالسراة ، والأخرى في حضرة الوادي في تهامة، وكلاهما جرتا شمال قبيلة بني حسن، ودوس وبني أوس وسلامان والغطاريف توزعوا أرض السراة على نحوٍ مرضٍ ، فهل نما إلى علمك أن حَلَّت قبيلة مكان أخرى ؟ إن التوزيع حصل نتيجة التقارب كما تعلم ، ولذا فإن قبيلة بني حسن ليست من الغطاريف ، وإنما هي داخلة في بني أوس لرابطة النسب التي تجمعها ببني أوس بن عامر بن حفين ، وإن أبيت إلا أن تجعلها من الفرع الثاني أوس ابن مبشر بن الصعب بن دهمان بن نصر بن زهران ، بناء على تقسيمك ص (164) وأقوال الشعراء الذين يجمعون في قصائدهم (الأوس) على (أوسين) ، فلا بد من دليل يثبت ذلك ، أما تلك المعادلات التاريخية فلا تحقق بمفردها نسبًا ، وأخيرا أقول لأخي أبي سعيد : إذا كانت الجعدة والعفوص بناء على تلك العزوة ، هما أصل بني حسن فَلِمَ لم تنتسب القبيلة إلى أيهما ؟ أما أقرب قبيلة ينطبق عليها وصف الغطاريف في الوقت الحالي من قبائل زهران بعد ثبوت الدليل ، فهم بنو عامر قبيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن رقوش ، لتوافق اسمها مع اسم الغطريف الأكبر (عامر) ولريادتها زهران قديما وحديثا .
وعن شعر مالك بن فهم ص (227): وفي نفس البيت يذكر مع بني منهب (بني حنيس ..) إلى أن قلتَ (فتغير الاسم من بني حسن إلى بني حنيس..) . يا عزيزي أين الدليل على ذلك ؟ أما البيت فقد أصابه التحريف كما ذكرتَ ، وورد كما ترى ولكنه تغير من (بني خنيس) بالخاء المعجمة إلى بني (حنيس) بالحاء المهملة ، وبني خنيس كما تعلم ويعلم أهل النسب أنهم (مالك وصقل وعبرة) أولاد زهران بن كعب ، سموا (بني خنيس) باسم حاضن حضنهم . انظر كتاب (في سراة غامد وزهران) للشيخ حمد الجاسر يرحمه الله ص (228) .
ثم رَدَّ عَلَيَّ بتاريخ : 4/1/1430 ببحث مفصل لِما ورد في كتابه وضمَّن ذلك بين فقرة وأخرى قبيلة (الغطاريف) وأصر دون دليل – غير استنتاجاته العقلية – أن الغطاريف هم بنو الحارث وأنهم بنو حسن ، وكانت بلادهم قرية (عويرة) وما حولها ، وبعد الهزيمة تركوا عويرة فعادوا لديار قومهم مع بقية الغطاريف : (بني حسن حديثًا) . وجاء بأسماء لهذه القبيلة الحسنية منذ عهد مضى حتى استقرت على اسمها الحالي (بني حسن) فقال : “وكان اسمهم بني الصعب ، ثُم آل يشكر ، ثم آل الحارث ثم تغير إلى بني حسن مع من تغير” .
كل ذلك من غير دليل يستند عليه. إلا أنه استشهد بقول للأستاذ علي بن صالح السلوك رحمه الله ورد في كتابه ” غامد وزهران ، السكان والمكان” صفحة 119″ فقال : “ورد اسم قبيلة من بني حسن ، التي فيها بني الحارث ، أهل العفوص ، عن السلوك ، ص (119) . وعُدْتُ لكتاب السلوك الذي ذكره فوجدته يذكر بعض القرى الحسنية التابعة فيما مضى للمراكز الإدارية بالمنطقة ، حيث يقول بعد أن عدد فروع قبيلة بني حسن الأربعة: “وترتبط بثلاثة مراكز هي : بيضان (البارك) ، الْفَرَعَة (بالموسى) ، وبني حسن الثعبان (العفوص) . فمصدر السلوك رحمه الله، لم يذكر (بالحارث) وإنما يعدد المراكز التي تتبع لها هاتان القريتان (الفرعة ، والعصداء) ومركز بيضان التابع له بقية قرى بني حسن ، إلاّ إنني عرفت القصد من إيراده (العصداء) فهو يعني أن هذه القرية عزوتها (الحارث) مثل عزوة (الْجَعَدَة) ، لكنه ذكر أن الجعدة لا يعرفون لهم جدًّا باسم الحارث ، وإنما هي عزوة سمعوا بها ممن كان قبلهم يقول في صفحة : (189) من كتابه : “العنوان” وقد سأل بعض رجال قرية الجعدة قائلا “هل تعرفون جدًّا لهذه القرية يسمى : (الحارث) ؟ فأجابوا : لا نعرف ذلك إلاَّ أنَّ الذي نعرفه أنَّ هذا الاسم : (الحارث) قديم جدًّا توارثنا العزوة به أبًا عن جدّ” . فبطل الاحتجاج بهذا المصدر إن كان أخذوا به واعتمدوه لتغيير اسم القبيلة ، لعدم معرفة أهل القرية في أجدادهم القدماء من يسمى (الحارث)، ولأن العزوة كما جاء في لسان العرب (15/52) “الادِّعاءُ والشِّعارُ فِي الحَرْبِ”. أو للتفاخر ، ولا علاقة لها بالاسم فقد تكون مأخوذة من : اسم جبل أو معركة مشهورة خاضتها القبيلة ، أو حادثة معينة ، أو اشتهار سيد مرموق في القبيلة أو غير ذلك . قَالَ الرَّاعِي في ديوانه (134) :
فَلَمَّا الْتَقَتْ فُرْسانُنا ورجالُهم … دَعَوْا : يَا لَكَعْبٍ واعْتَزَيْنا لعامِرِ
ومثل هذا الاعتزاء قد يفعله الفارس عند الطعن والضرب ، يقول الواحد منهم : خذها وأنا من بني فلان ، وأنا فلان بن فلان . كما حدث في معركة دوس والغطاريف ، حيث ورد في كتاب : الأنساب للصحاري (274) قوله: “فكان أول ما بدأ من حربهم أن رجلا خرج من دوس ، فرمى سهما . وقال : أنا أبو زين : فقال ضماد ، وهو رأس الجبل : يا قوم رأيتم فأرجعوا . ثم رمى آخر من دوس . وقال : خذها وأنا ذكر . فقال ضماد: ذهبوا بذكرها .
ونحن نعلم أن قريتي (العفوص والجعدة) ، وغيرهما من بعض قُرَى قبيلة بني حسن عزوتهم الحارثي ، لكن ما مصدر الجميع في اعتماد ذلك ، وهل من كتاب قديم ذكر هذه العزوة ونسبها إلى الغطريف الأصغر ؟
وتابعتُ الحديث معه في كل زيارة أزوره ، لا أريد سوى دليل واحد يثبت صلة الغطاريف (بالحارث) بقبيلة بني حسن ، لأنه على حد علمي لم يقل أحد من المتقدين ولا المتأخرين أن قبيلة بني حسن هم قبيلة الغطاريف ، إلاَّ الأستاذ أحمد بن علي ، رحمه الله تعالى ، بلا سند يُذكر . ولعله نسي قوله لي في الرد السابق ” لا بد من الاعتماد على مصادر في ذكر القرى والبلدان” . وكل أديب يعرف أهمية وجود المصادر لتوثيق بحثه . وإلاَّ فلا يعتمد على ما ورد في بحثه من معلومات .
فكان جوابه الذي أرسله بتاريخ : 19/ 8/1437. على نمط الرد السابق ، وفي طوله .
فلما رأيت إصراره على قوله واشتداد مرضه تركت النقاش معه .
ويبدو أنه عاد لصوابه وعرف الحقيقة، وأنه لن يستمر في ترك تلك الأخطاء التاريخية التي أوردها في كتابه بدون دليل ، والذي سيخلد اسمه بعد مماته ، فكتب لي بتاريخ الخامس والعشرين من السنة المذكورة بعاليه قائلاً : “فما نحن إلا بشر يصيب ويخطئ ونطلب من الله الغفران ، وحسن الختام” . ثم ذكر كلامًا يفهم منه أنه على استعداد لتغيير وتعديل كل فقرة ليس لها مرجع . ولم يمهله المرض فقد انتقل إلى رحمة الله ، دون أن يستطيع تعديل ما أراد تعديله . رحم الله أحمد بن علي ، وأسكنه فسيح جناته .
وصدر في الوثيقة التي حررتها القبيلة : “ونحن اليوم وكما هو معلوم ضمن قبائل بني يوس بالمملكة العربية السعودية ، والتي يرتفع نسبها جميعًا إلى نصر بن زهران” . فإذا كان أصل القبيلة من الغطاريف كما يقولون ، فليسوا من قبائل بني يوس ، كما جاء في الوثيقة بعاليه لأن (أوس) الذي في نسب مبشر بن الصعب الزهراني وكما هو معلوم في المصادر التاريخية يعود إلى دهمان بن نصر بن زهران. انظر كتاب جمهرة أنساب العرب لابن حزم (1/385) وعليهم إثبات انتمائهم إلى بني يوس العثمانيين ، إذا كانوا من نسل (دهمان) إبراز وثيقة حلف أو جوار لاختلاف النسبين .
كما صدر أيضًا عن الوثيقة عند ذكر شيخ القبيلة : (شيخ قبائل بني حسن آل الحارث الغطريف) فكم هي عدد قبائل بني حسن ؟ ولا نعلمها إلاَّ قبيلة واحدة ، وردت في خاتم شيخ القبيلة باسم : (شيخ قبيلة بني حسن) ، وبعد أن ضُمَّت إليها قبيلة الغطريف دون مستند يُذكر ، أصبحت قبيلتان لا ثالث لهما . كما أن هذه الوثيقة لا يوجد عليها تاريخ يحدد زمن كتابتها ، إلاَّ تحت توقيع بعض شهودها ، والتاريخ مهم لإثبات مثل هذا الحدث الفريد . ولم نجد أيضًا ما يفيد عرضها بما يعضد صحتها قبل التوقيع عليها من قبل شيخ القبيلة وبعض أفرادها، على مقام إمارة المنطقة لإقرارها . ولا بُحث موضوع تقارب القبيلتين النسبي (الغطاريف ، وبني حسن) من قبل مؤرخي القبيلة ومثقفيها .
أمَّا بعض المصادر التاريخية التي تتحدث عن الغطاريف فنورد من قول صاحب : المنمق في أخبار قريش (1/203) : “خرج ضرار بن الخطاب بن مرداس الفهري ، في نفر من قريش إلى أرض دوس ، فنزل على امرأة يقال لها أم غيلان مولاة لدوس ، وكانت تمشط النساء وتجهز العرائس ، فأرادت دوس قتلهم بأبي أزيهر ، فقامت دونهم أم غيلان ونسوة عندها حتى منعتهم” .
وقوله أيضًا بشكل أوضح: “قال البكائي : وأرسل أبو سفيان إلى مائتي ناقة فعقل بها أبا أزيهر ، ثم بعث بها مع رهط من قريش فيهم ضرار بن الخطاب ، إلى قوم أبي أزيهر بالسراة فأتوا بالدية رهط أبي أزيهر فقبلوا الدية منهم ، ثم أمهلوا حتى إذا أرادوا الانصراف شدت عليهم الغطاريف ، وهم أهل الحارث بن عبد الله بن عامر الغطريف والنمر ودوس ، فقتلوا بعضهم ونجا بعضهم ، فهرب ضرار بن الخطاب ، واستجار بامرأة من دوس يقال لها : أم غيلان فأدخلته منزلها وأجارته ، وأقبلت الأزد فلما رأتهم أخرجت بناتها حسّرا دونه ، فلما جاءت دوس تطلبه قالت : إني قد أجرته ، وحرماتكم حسر دونه ، فإن شئتم فاهتكوا الستر واستحلوا حرمته ، فتركوه لها ..” .
وجاء في كتاب : أنساب الأشراف للبلاذري (11/58) : ” وكان ضرار أتى السراة وهي بلاد دوس والأزد ، وهي فوق الطائف فوثبت عليه دوس ليقتلوه حين قتل أبو أزيهر لأنه قرشي” . فلم يرد في هذا الخبر ولا الذي قبله أن ضرارًا “أتى بلاد أوس ، أو أتى الغطاريف ، وإنما أتى بلاد دوس، لاختلاط أرض دوس مع أرض الغطاريف أو قريبة منها ، ولكونها المشهورة في ذلك الزمان ، وقد تكون الحكومة آنذاك في وادي “ثروق” التاريخي . وقد ذكر الأستاذ أحمد بن علي الحسني ، رحمه الله، في رده عَلَيّ أن “الغطاريف كانوا في عويرة” . وعويرة من أرض دوس ، وإن لم تكن في الماضي من أرض دوس فهي ملاصقة لها .
فهذه الأقوال تدل على قرب أرض الغطاريف من أرض دوس ، أو أنها قطعة من أرض دوس ، لأن ضرارًا إنما جاء إلى أرض دوس ، بينما قبيلة بني حسن ، بينها وبين دوس قرابة عشرين كيلا .
وللزيادة فقد جاء في كتاب : معجم البلدان (3/330) : “وفي حديث الطفيل بن عمرو لما أسلم ورجع إلى أهله بالنور في رأس سوطه دنت منه زوجته فقال لها : إليك عني فلست منك ولست مني ! قالت : لم بأبي أنت وأمّي ؟ فقال : فَرّق بيني وبينك دين الإسلام ، فقالت : ديني دينك ! فقال لها : اذهبي إلى حنا ذي الشرى ، بالنون ، ويقال حمى ذي الشرى ، فتطهري منه ، قال : وكان ذو الشرى صنما لدوس ، وكان الحنا حمى حموه له به وشل من ماء يهبط من جبل ، قال : قالت : بأبي أنت وأمّي أخشى على الصبية من ذي الشرى شيئا . فقال : أنا ضامن لك ، فذهبت واغتسلت ثمّ جاءت فعرض عليها الإسلام فأسلمت ..”
ومما يدل أيضًا على أن هذا الصنم في القسم الدوسي الذي حَلَّت به الغطاريف ، ما ورد في كتاب : معجم البلدان (3/331) : وقال ابن الكلبي : “وكان لبني الحارث بن يشكر ابن مبشّر من الأزد صنم يقال له ذو الشرى ، وله يقول أحد الغطاريف :
إذا لحللنا حول ما دون ذي الشّرى … وشجّ العدى منّا خميس عرمرم
فالصنم وإن كان لقبيلة دوس إلاَّ أنه في بلاد الغطاريف جيران دوس . ويصدق عليه قول ابن الكلبي والشاعر الغطريفي .
فهل كانت قبيلة بني حسن في الماضي ملاصقة لقبيلة دوس ، أو كان اسمها “بالحارث” ؟ قبل الحرب التي أُبيدت فيها الغطاريف ، وكيف انتقل بقيتهم إلى موضع بني حسن الحالي بين قبائل بني أوس وتسمت باسم : (بني حسن) متخلية عن اسمها ، ومتى كان ذلك ! أم أنّ نصفها كان يجاور دوسًا باسم : (الغطاريف) ، ونصفها الآخر وسط بلاد بني أوس باسم : (بني حسن) ولَمّا التم شملهما بعد الحرب التي خسرتها (الغطاريف) اتفقتا على أن يكون اسم القبيلة (بني حسن) ، ولماذا وقع الاختيار على (الحارث الغطريفي) ولم يقع على الحارث بن كعب بن اليحمد بن عبد الله بن عثمان بن نصر بن زهران .
ونحن نعلم أن في تهامة زهران فخذ من قبيلة الشغبان يسمى : (اليحمد) ، يعودون إلى “عثمان بن نصر بن زهران”. وقد خرجت اليحمد بن حمى ، كما يقول الصحاري العماني (235) إلى عمان مع مالك بن فهم، ولا يُستبعد أن يكون هذا الفخذ هو الذي قال عنه السلوك سابقًا إنهم : “فخذ من زهران في تهامة” ثم ذكرهم في كتابه : “غامد وزهران ، السكان والمكان : (82 ، 85) بأنهم (من أكبر أقسام قبيلة الشّغْبان) ثم كيف تحول اسمها في هذا العصر من بني حسن إلى الغطاريف ! وهل نجد إجابة شافية تعتمد على مصادر موثوقة لهذه التساؤلات لدى الشيخ/ مبارك بن منسي بن عصيدان ، أو أحد المشاركين في اجتماع التغيير ؟ أسئلة نريد الإجابة عليها من مثقفي هذه القبيلة العربية الأبية وما أكثرهم لنطمئن إلى صحة النسب الجديد الوارد في الوثيقة بموجب أدلّة صحيحة . والهدف من ذلك كله صحة النسب كما قلنا ، وتوافقه مع الحقيقة .
ان من اعتقدتغييراسم القبيلة من…قبيلة بني حسن…الى بني حسن الغطريف الاصفربهذاالمفهوم لم يكن مفهومه صحيح وللايضاح فان المرادهوتسلسل نسب القبيلة الى ماتوصل اليه الباحث والمأرخ …ولايعني ايضاان القبيلة ليست من بني يوس فالقبيلة تعتبرمن بني يوس …وماذهب اليه الباحث وارخ من ان القبيلة بني الحارث اللذي ذكره بل المراانهاعزوة لبعض قرى القلياة وجرى علىلسان البعض ..اناالحاثي ..وهذرمزللشدة والبطولة فواسم من اسماءالاسدويقصدمن العزوة بالحارث الاسدوليس سوى ذالك فمن وهم خلاف ذلك لم يحالفه الصواب…هذاوالله اعلم…
اعجبني فى اخر مقال سدران يريد يطمئن.؟؟لماذا انت من بني حسن.لكي تطمئن…مضحك فعلا مايفعله هؤلاء؟.بنى حسن وابنائها اعرف منك بانسابهم فابحث لك عن طرق اخرى تصحح بها مؤلفاتك ومؤلفات من التفوا حولك و المتخمه بالاخطاء والخلط والتزوير …المشكك في هذا النسب رغم علمه بتسلسله وان بني حسن الغطاريف وماجاء به تاريخ الاحداث وما اورده مؤرخين اقدم واوسع اطلاعا ممن يرون في انفسهم مؤرخين وليس الاتشكيك مريض لايمت لنزاهه المؤرخ بصله..فنقول يابن سدران انت وحلفاءك دعك من بنى حسن وابناء بنى حسن وامكث على نفسك وقبيلتك واهلك ودع انساب الخلق فهم اعرف بها منك ومن كتاباتك الخرفه