
حوار – مريم الحسن:
القاصة (رفعة البكيري) ضيفة حوارنا الرمضاني الليلة، وهو الحوار الذي نقترب فيه من حياة وفكر ضيوفنا عبر أكثر من نافذة، نقلب فيها أوراقهم، وننصت لتجاربهم، ونجعل من أيام وليالي الشهر الفضيل مرتكزًا لبعث الذكريات، المتصلة بفن القصة القصيرة …..
..
بداية قالت: مبارك عليكم الشهر، وأسأل الله أن يجعلنا من الصائمين القائمين المقبولين.
ترتبط الأساطير بطفولتنا ارتباطا وثيقا سواء ما كنا نتلقاه من الكبار لتخويفنا وسردها علينا في الظلام وعند النوم أو ما كنا نتخيله أنفسنا حتى لو رأى أحدنا ظله في حائط مجاور لا يفعل إلا عكس صورتنا الحقيقية برؤوسنا الضخمة وشعورنا المنفوشة.
في مدينة الدمام مرتع طفولتي كانت سحيلة أم الخلاقين وصاحبتها أم السعف والليف هما العامل غير المباشر في تربيتنا وضبط تصرفاتنا الطائشة وتزمين عودتنا إلى البيت قبل المغيب
..
اعمل حاليا على مراجعة مجموعة قصصية جديدة وستكون تحت الطباعة قريبا بإذن الله.
..
من القصص التي نتداولها كل رمضان ونكرر سردها بأسى وحزن هي خسارتنا لأحد جيراننا وانقطاع صلتنا به برغم طيبته وسمو أخلاقه بسبب علبة القشطة.. حيث سارع زوجي إلى السوبرماركت لشرائها قبل الأذان ودلف مسرعا إلى ممر الألبان وشاهد ثلاث علب متجاورات يحتمين ببعضهن خوف الأيادي الممتدة إليهن ولعل جارنا الفاضل مد يده في ذات الوقت ولكن زوجي أحكم قبضته على العلب الثلاث ورمى بها في عربة التسوق ولما رأى أن منافسه ما هو إلا جار الدار والمسجد حتى سارع يعطيه علبتين ويعتذر منه ولكن هيهات.. لقد خرج غاضبا ولم تعد علاقتنا بهم كما كانت
الحقيقة لا أميل إلى كتابة الفانتازيا إلا بالقدر الذي يخدم الحدث والفكرة دون جنوح إلى خارج مساحة العقل والمنطق.. أعتقد أن الواقع فيه ما يكفي من مادة مناسبة خصبة للكتابة الأدبية.
..
بالنسبة لقضاء الوقت في رمضان فهو وقت ثمين واستثمره في القراءة والعبادة والذكر والكتابة الأدبية أحيانا.. ومن عاداتنا ولله الحمد الاعتدال في الطعام وإعداد الأصناف الصحية بنكهة رمضانية دون إسراف أو تقتير.
..
أرى التنافس بين أجناس الأدب حاميا سيما بعد انتعاش الطباعة والإقبال الشديد على معارض الكتاب والنقلة النوعية في التسويق والنشر ولكن لن أرجح صنفا على آخر فلكل نوع مريدوه فلا الرواية سحبت البساط ولا القصة القصيرة تجلت في الأفق.. لكل قالب قراء ومعجبون.
وأود أن أشير إلى أن اللقاءات الأدبية في المقاهي من خلال الشريك الأدبي لها دور في إحداث حراك نقدي أدبي يساهم بشكل كبير في استقطاب القراء ونشر الوعي بالقراءة الناقدة الواعية.