عمار الشريعي .. موسيقار تحدّى الظلام وأضاء وجدان العرب بموسيقاه الخالدة

الاتجاه – فواز المالحي
لم يكن الموسيقار عمار الشريعي مجرد ملحنٍ عابر في تاريخ الموسيقى العربية، بل كان ظاهرة فنية وإنسانية استطاعت أن تُحوّل فقدان البصر إلى بصيرة تُبصر بالنغم، وتلمس الوجدان قبل الأذن.
من خلال أكثر من 150 عملاً درامياً، منح الشريعي الموسيقى التصويرية روحها الخاصة، فكانت ألحانه في رأفت الهجان والشهد والدموع وأم كلثوم نبضاً للدراما المصرية، تنقل المشاعر وتُكمل الحكاية بلا كلمات. أما في السينما، فقد ترك توقيعه على أكثر من 50 فيلماً من أبرزها البريء وكتيبة الإعدام، مؤكداً أن النغم يمكن أن يكون بطلاً صامتاً يروي القصة.
لم يكتفِ بالعزف والتلحين، بل آمن بأن الفن رسالة تستمر، أسس عام 1980 فرقة الأصدقاء التي أطلقت أصواتاً جديدة مثل منى عبد الغني وحنان وعلاء عبد الخالق، واكتشف لاحقاً مواهب شابة تركت بصمتها في الغناء العربي مثل آمال ماهر وريهام عبد الحكيم.
وفي برنامجه الإذاعي الشهير غواص في بحر النغم، فتح الشريعي أبواب الموسيقى للجمهور، محللاً الألحان ومترجماً جمالياتها بلغةٍ يفهمها القلب قبل الأذن.
رحل عمار الشريعي عام 2012، لكنه ترك وراءه إرثاً لا يشيخ، وصوتاً لا يخفت. فكل نغمةٍ عزفها كانت حياةً صغيرة، وكل عملٍ وقّع عليه كان قصيدة وفاءٍ بين الموسيقى والإنسان.