نحوُ عشق

صفاء الأحمد (*)
كأنّي عثرتُ عليك في خطأ لغويٍّ قديم،
أحببتك
كما يحبُّ شاعر سهوَه…
لستَ فاصلة،
ولا نقطة في نهاية سطر،
أنتَ
تضيء ذيل العبارة
كنقاط ثلاث
يتبعها حديث لم يكتمل…
أو نَفَسٌ محجوز بين قوسين
ينتظر الهرَب…
وأنا
صيغة معطوفة على أمنية،
أو حرف جرٍّ
نَسِي أن يلتصق بالاسم!
أعيدُ ترتيب الحبّ
في سياق لا يُسمَح فيه بالتصريف…
كمن يصوغ فعلًا ناقصًا
ويكتفي بالشعور!
ضميران مستتران نحن،
نتخفّى داخل الجُمل
كيلا يفضحنا المعنى…
أحدنا يحرص على الآخر،
كما يحرص الضدّ على ضدّه…
فلا يكتمل الخطأ،
ويقع الصّواب…
الحبُّ في اشتقاقه الأوّل
كان مجرّد اسمٍ ناقص؛
ينقصه ضمير
ويلزمه المجاز…
وأنتَ؟
حرف علّةٍ يتظاهر بالقوّة،
تميل بي
كما تميل الكسرةُ تحت قلبٍ مفرد…
أنتَ
واوٌ لا تصطفّ مع الجماعة؛
تنسحبُ في لحظةِ إفرادٍ
كيلا تُرى!
وأنا؟
أنثى مرفوعة بالشوق،
لكنها محذوفة من الإعراب…
تجيء دومًا في موقعٍ
لا يتطلّبها!
ونحن؟
نحن تركيبٌ إضافيّ
ناقص الدّلالة،
نُتقن التسكين
في زمنٍ لا يقرأ الحركة،
نكتب جملتنا
على سبّورة غيم،
ونُعَلّق حروفنا على
حبال المجاز!
……..
(*) أديبة من الأردن



