الهيئة العامة لتنظيم الإعلام .. تعيد للإعلام هيبته ومكانته

فواز المالحي
من يتابع المشهد الإعلامي السعودي في السنوات الأخيرة، يدرك أن مرحلة جديدة قد بدأت بوضوح، مرحلة عنوانها المهنية والانضباط، تقودها الهيئة العامة لتنظيم الإعلام بكل حزم وثقة. هذه الهيئة لم تأتِ لتُضيف اسماً جديداً في قائمة المؤسسات الرسمية، بل جاءت لتضع ميزاناً للمهنة وتعيد ترتيب الأوراق في ساحة طالها العبث، حتى كدنا نفقد البوصلة بين الصحافة والإثارة، وبين الإعلام والمحتوى المبتذل.
كإعلاميين محترفين، عشنا فتراتٍ شاهدنا فيها المشهد الإعلامي يتعكر، وتختلط فيه الأصوات الجادة بضجيج الطارئين، فآثرنا الابتعاد والاحتجاب مؤقتاً، لأننا كنا نؤمن أن المهنة أسمى من أن تكون ساحة فوضى. ومع ذلك، كنا نراقب من بعيد جهوداً حقيقية بدأت تتشكل على أرض الواقع، يقودها رجال مخلصون في وزارة الإعلام والهيئات التابعة لها، يبحثون عن الحلول ويعملون بصمت على تصحيح المسار.
واليوم، نرى ثمار تلك الجهود واضحة للعيان. فقد بدأت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام أعمالها بخطوات مهنية جادة، من خلال برامج التصنيف المهني، ومتابعة المحتوى الإعلامي، وفرز الغث من السمين. لم يكن الهدف الإقصاء، بل الارتقاء بالمستوى، وإعادة هيبة الكلمة واحترام المهنة.
لقد أثبتت الهيئة أن الإعلام السعودي ليس متروكاً للاجتهادات، بل هو صناعة وطنية متينة، ذات ضوابط ومعايير، تليق بصورة المملكة ومكانتها الدولية. وهذا التوجه يتناغم تماماً مع رؤية المملكة 2030، التي يقودها سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله –، نحو إعلام متطور يكون ركيزة من ركائز التنمية، وواجهة ناطقة باسم الوطن بقوة ووعي ومسؤولية.
الإعلام السعودي اليوم يعود إلى مساره الطبيعي؛ إعلام يحترم عقل المتلقي، يقدّر الكلمة الصادقة، ويُعلي من شأن المهنة. ونحن – من عايشنا بداياته وتحدياته – نشعر بالفخر بأننا نرى جهود التنظيم تؤتي ثمارها، وأن الإعلام السعودي النظيف المتين يستعيد احترامه من العالم أجمع، بفضل الرؤية الواضحة والقيادة الواعية، وبفضل مؤسسات كـ الهيئة العامة لتنظيم الإعلام التي تعمل بصمت ولكن بأثرٍ عظيم.