مقابلات

(ابن يا باني …. وارفع الحده) في مهرجان الأطاولة الـ 6

تقرير – بخيت طالع الزهراني

(ابن يا باني …. وارفع الحده) .. و (أربعة شالوا الجمل، والجمل ما شالهم) …..

هاتان الاهزوجتان سمعتهما قبل كتابة هذه السطورـ وأنا أجول في مهرجان الأطاولة التراثي السادس، بمنطقة الباحة ….

رأيت معلمي بناء ماهرين، كانا يواصلان رفع جدران حجرة صغيرة، ويرددان الاهزوجتين السابقتين، الأول يقول الطرف الأول لكل منهما، والثاني يردد الطرف الآخر منها …

وحولهما الناس يتابعون في شغف، كيف كان أجدادهم يبنون بيوتهم الحجرية قبل عشرات ومئات السنين، بذات النمط المعماري، وبتلك الطقوس الحماسية، التي لا تخلو من الاهازيج الحماسية.

معرف الأطاولة أ. بخيت الساهر مع معلمي البناء

تحدث معي أولًا المعلم محمد سالم، وفي يده المطرقة التي يوزن بها الحجارة .. فقال:

مهرجان الاطاولة التراثي، أصبح علامة مميزة في منطقة الباحة، أهلها يحبون الموروث، ويتسابقون على إنجاح مهرجانهم السنوي .. بالنسبة لي شاركت أيضا في مهرجان الجنادرية لعدة سنوات، احاكي طريقة بناء البيوت الحجرية قديما

وأنا من الخويتم ببني ظبيان، وخبرتي تقارب الـ 30 عاما، نعمل على إحياء الموروث في المناسبات الرسمية، ونقرب بعملنا هذا الصورة من الناس، وخصوصا الجيل الجديد.

أما رفيقه، مفرح صالح آل حاني الغامدي، معلم بنَّاء ماهر، من أهالي قرية الخويتم في بني ظبيان بمنطقة الباحة، فقد اعتمر غترته الحمراء وقد لفها حول رأسه، وتمنطق بـ “الكمر” شادا به منتصف جسمه.

قال لي:

أنا سعيد أن أكون في مهرجان الاطاولة التراثي السادس، حيث أحاكي لزائري المهرجان الطريقة التقليدية، لبناء بيوت الحجر، التي اشتهرت بها قديما منطقة الباحة.

والواقع أنني بنّاءٌ منذ أكثر من عشرين عامًا، لكنني جئت في مرحلة أصبح فيها بناء البيوت من الحجر شيئًا من الماضي.

ولذلك ظللت أبني السقائف، والغرف الصغيرة بالاستراحات، وأسوار جنبى المدرجات الزراعية (العُرق) ونحو ذلك.

لكنني أملك المهارة تماما، وكذلك لدي مهارة بناء البلوك والطوب.

وقد تعلمت المهارة من خالي، كما أن والدي وجدي كان لهم مهارة النجارة، وتلك من مهارات أهالي قريتنا الخويتم، في البناء بالحجر، والنجارة، ونقش الأبواب الخشبية، ومن المعلمين المعروفين فيها قديما، علي سعد “البنّاء” المشهور، بينما جدي عبدالله بن حاني، وابن صالح كانا “نجارين” مهرة، وصالح بن سعيد، وعبدالرحمن سالم.

وحول فنيات البناء بالحجر . قال:

البناء بالحجر للغرف يجب أن يكون المدماك بعرض حوالي من 60 – 70 سم، ويتكون من ظفرين، بينما بناء المزارع يكون من ظفر واحد. وطريقة بناء الركن “الحدّه” مختلف، بحيث تحتاج إلى حجر طويل، ثم الأخر الي يأتي فوقه يكون في اتجاه معاكس، حتى تكون الزاوية أو “الحدّة” متماسكة تماما، وتشد الجدارين بشكل ممتاز.

وقال:

ومن أساليب البناء بلحجر ان ما يعلو باب البيت يكون حجرا قويا مستطيلا وطويلا بطول مسافة عرض الباب ويسمى جباهة – الان يسمونه عتبة – وكان هناك حجر اخر اسفل الباب اسمه عتبة.

ثم ان الحجارة الكبيرة لبناء البيوت القديمة، لم تكن كل شيء، حيث تحتاج عملية وفنيات البناء الى احجار أخرى صغيرة تعضدها وتسد الخلل بينها، وتسمى الخشف والصلب واللز .. والأخيرة هي اصغر الحجارة، وتكون مهمة لما يعرف بعملية تكحيل الجدار او تجميله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى