القاصة الزرعوني: “غبقة رمضان” عندنا غير، ووظفت “الشعبية” في مرزوق ومزنة

حوار – مريم الحسن:
القاصة (أسماء الزرعوني)، من الإمارات، ضيفة حوارنا الرمضاني الليلة، وهو الحوار الذي نقترب فيه من حياة وفكر ضيوفنا عبر أكثر من نافذة، نقلب فيها أوراقهم، وننصت لتجاربهم، ونجعل من أيام وليالي الشهر الفضيل مرتكزًا لبعث الذكريات، المتصلة بفن القصة القصيرة …..
ماهي قصتك مع الأساطير، والقصص الشعبية الرمضانية في منطقتك، وكيف كتبت عنها؟
رمضان شهر الخيرات، كنا ونحن أطفالًا ننتظره بفارغ الصبر من ليلة نصف شعبان، كانت بداية الفرحة باستقبال هذا الضيف العزيز، فكنا كأطفال فرحين في الليل، كانت أيادينا تصبغ بالحناء ونلبس الملابس الجديدة، ومن الصباح الباكر نطرق الأبواب ونحن نردد اهزوجتنا “اعطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم” وغيرها كثير من الأهازيج الشعبية، وتمتلئ الأكياس المصنوعة من القماش، والتي كانت تتدلي من رقابنا حتى المساء، تمتلئ بالحلويات، كنت صغيرة وكنت استفسر متى سيأتي رمضان، كنت أظن أنه شخص حتى حكت لي جدتي رحمها الله أنه شهرًا، وكانت تركز على مسألة أن الشياطين ستربط ولا تؤذينا، لذا كنا نفرح، كنت أنا والرفاق نذهب مع أمهاتنا لصلاة التراويح في المسجد، ومن ثم نلعب في ساحة المسجد ونركض من بداية السوق إلى نهايته ونحن فرحين، ولا نخاف لأن الشيطان مربوط وبعدها نأتي إلى البيت، ننتظر العامل الذي كان يعمل في محل الوالد رحمة الله، رجل في متوسط العمر يحكي لنا حكايات جميلة خرافية.
وفي الإمارات مثل هذه الحكايات وظفتها في كتاباتي فكانت لي مجموعة قصصية للأطفال باسم مرزوق ومزنة.
رمضان محفز للكتابة، هل من (ق ق ج) لك عن أجواء الصيام؟
الكتابة أحيانا تأتي بدون استئذان، فأجد نفسي أتوقف لأمرها، فأحيانا حتى وأنا اقود سيارتي “أركن” في طرف الرصيف حتى أكتب.
ثمة مواقف “غير متوقعة” صادفت مسيرة صيامك، فيها عبرة أو طرفة، هل تشاركنا إياها؟
في طفولتي صادفتني أشياءً كثيرة بالمدرسة وأنا بالصف الرابع، شعرت بعطش شديد قلت لزميلتي إنني عطشة ولا يجوز أن اشرب ماءً، فماذا أفعل وإن شربت ماءً فإن أمي ستوبخني … قالت صديقتي اذهبي إلى الحمام واستفرغي وبعد ذلك تستطيعين شرب الماء، قلت كيف – قالت ضعي أصبعك في فمك حتى يصل الحنجرة، وستستفرغين، وبعدها اشربي ماء
فعلت كما قالت ولكنني لم استفرغ – وفي الظهيرة قلت لأمي أنا متعبة لقد استفرغت، هل أكل؟ قالت لي أمي اذهبي إلى المطبخ ولا تأكلي أمام أحد، عيب.
عندما أتذكر تلك الأشياء أضحك بيني وبين نفسي وأقول: كم كنا أبرياء.
ماهي تجربتك مع قصص الفانتازيا كتابة؟
الفنتازية جميلة لمن يستطيع توظيفها بشكل جيدا، لكنني لم أجرب كتابتها بالشكل المرضي.
في عالمك الشخصي، كيف تمضي تعاملاتك مع الأسرة والوقت وأصناف الطعام في رمضان؟
في رمضان تأتي مسؤوليتي تجاه المطبخ فالكل ينتظر أكل ماما كما يقول ابني طارق، هم يعرفون الفرق بين طبيخي وطبيخ العاملة، كما أنني أحرص على الزيارات المسائية للأهل والأصدقاء من بعد صلاة التراويح
و”غبقة رمضان” غير عندنا، فالكل يلبس الملابس الشعبية في الزيارات (الجلابيات والذهب التقليدي) ونلبي دعوده سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في رمضان، وتحاورنا حول الأدب والثقافة.
تواجه القصة القصيرة تحديات وجودية، كيف ترى هذا التحدي، وما واجب كتابها لتعزيز مكانتها؟
نعم تواجه القصة القصيرة تحديات لأننا أصبحنا في زمن الرواية الكل اتجه نحو كتابة الرواية حتى الشعراء .. لكن القصة القصيرة لها متعتها ولها أيضا عشاقها، وعلينا أن نواجه تلك التحديات بزيادة الإنتاج، وكذلك هذا الملتقى “ملتقى القصة القصيرة” يعتبر داعمًا أمام التحديات.