ثقافة وفنمقابلات وتقارير

د. درية فرحات: الكبّة طبق لبناني يومي، وهناك إغفال للقصّة من المسابقات الدوليّة

حوار – مريم الحسن:

القاصة (د. درية فرحات) من لبنان، ضيفة حوارنا الرمضاني الليلة، وهو الحوار الذي نقترب فيه من حياة وفكر ضيوفنا عبر أكثر من نافذة، نقلب فيها أوراقهم، وننصت لتجاربهم، ونجعل من أيام وليالي الشهر الفضيل مرتكزًا لبعث الذكريات، المتصلة بفن القصة القصيرة …..

هذا الحوار تم بالتشارك مع “ملتقى القصة القصيرة الإلكتروني”.

ماهي قصتك مع الأساطير، والقصص الشعبية الرمضانية في منطقتك، وكيف كتبت عنها؟

بداية رمضان كريم على الجميع وكل عام وأنتم بخير، في الحقيقة ربما لم يكن لي تجربة مباشرة مع الأساطير وذلك لميلي إلى الواقعيّة في الكتابة، ربما في مجموعتي القصصيّة الجديد للقصة القصيرة جدًّا استعنت ببعض هذه الرموز الأسطوريّة، لكن لا يمكن أن نغفل أنّ مجموعتي القصصية الأولي كانت بعنوان “احكي يا شهرزاد”، وكانت هي الرّمز الذي أخذته من الحكايات الشّعبيّة لأعبر عن قضية المرأة.

أمّا ما يتعلّق في قصص رمضان الشّعبيّة فهي برزت بشكل غير مباشر في القصص، أي أن أستوحي القيم الدّينيّة عمومًا.

رمضان محفز للكتابة، هل من (ق ق ج) لك عن أجواء الصيام؟

كما ذكرت سابقًا رمضان كان موحيًا لبعض القصص، فمثلا كتبت قصّة بعنوان “تسبيح”، وأيضًا بعض القصص التي تعبر عن مظاهر التّدين.

تسبيح

اتكأ على تكايته المزركشة في دكانه الكبير مزهوًا بمسابيحه ذات الأحجار الكريمة النّفيسة. ينوّع في اختيار السُبحة التي سيناجي بها ربّه.

لكنّه ظل يتساءل ما سرّ خشوع بائع العربة الصّغيرة عند رؤيته في تلك الليلة المظلمة.

ثمة مواقف “غير متوقعة” صادفت مسيرة صيامك، فيها عبرة أو طرفة، هل تشاركنا إياها؟

ربما بعض المواقف ترتبط في مرحلة عمر الطفولة المتأخرة، وبدايات الصّيام والتّعوّد عليه، إذ كنت في بعض الأحايين أراوغ في الصيام مراوغة بريئة، بمعنى أنّني قد أبلل شفتي ببعض الماء، وقد يدخل بعض الماء الجوف، طبعًا كانت مرحلة تعوّد الصّيام، ولأن الصّيام هو بين الفرد وخالقه، فقد جعلني هذا لاحقًا أدرك أن على الإنسان أن يكون صادقًا مع نفسه، وبأنّ العمل الصّالح يجب أن ينبع من الذّات، والاقتناع به

ماهي تجربتك مع قصص الفانتازيا كتابة؟

أقرأُ القصّة الفانتازيّة وأقدّم لها نقدًا، لكنّني لا أميل إلى كتابتها، ربما ما زالت الواقعية تؤثّر فيّ كثيرًا.

في عالمك الشخصي، كيف تمضي تعاملاتك مع الأسرة والوقت وأصناف الطعام في رمضان؟

في عالمي الشّخصي ترك رمضان تأثيرًا مهمًّا في علاقاتي الأسريّة، فهو فرصة للتلاقي والاجتماع، والحرص الدّائم على الإفطارات الجماعيّة، طبعًا يلفتني أنّنا مع تقدّم السنوات والانشغالات الوظيفية والحياتيّة، بتنا نرى تأثير ذلك على هذه اللقاءات، مع أن الدين يحفّزنا على صلة الرّحم في رمضان، لهذا من المهم جدًّا إعادة إحياء هذه العادات، وعدم الانجرار وراء طبيعة الحياة العصريّة الحديثة التي تدعو إلى الانعزال والتفرّد.

وأكيد في رمضان هناك أصناف مهمة وتكون أصنافًا ملازمة في رمضان، ومنها مثلًا (الفتوش)، وضرورة أن يكون الحساء (الشوربا) حاضرًا في السفرة، وفي لبنان أيضًا قد يكون صحن الكبّة النيّة صحنًا يوميًّا في رمضان، هذا إضافة إلى الصحن الأساسي اليوميّ، مع العصائر وخصوصًا (الجلاب).

تواجه القصة القصيرة تحديات وجودية، كيف ترى هذا التحدي، وما واجب كتابها لتعزيز مكانتها؟

من التحدّيات هي من جنسها وذلك لأن الحياة في تطوّر مستمر، فأوجد منها أنواعًا جديدة تلائم الواقع الجديد، وما نراه من مواقف مؤيّدة أو رافضة أو محايدة، ربما أيضًا تواجه القصة الاهتمام البالغ في العمل الرّوائي وإفراد المسابقات لها، وإغفال القصّة القصيرة من مسابقات دوليّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com