أضاء ليلًا واشتعل نهارًا

محمد الرياني
كان مساء الخميس رائعًا، القمر الذي اقترب من الاكتمال بدرًا، والمسرح الذي اقترب من التألق في مساء العرس الكبير، والاحتفال بالحدث البهيج في أشده.
غرَّد الشعراء في المساء للوطن، تألق الليل فتراقص المسرح طربًا بحب الوطن.
توحد الجميع في مهرجان القصيدة الوطنية، وعرسٌ شعريٌّ نجومُه الشعراء وفلكُه هو الوطن، والوقتُ يمضي والمحبون لا يريدون لوقت البهجةِ أن يبرح.
اعتاد السامرون على أن الشعر يزهر في الليل حيث الهدوء والسكينة والذكريات وليالي السمر، ولكن عشق الوطن يتجاوز كل ذلك؛ فترك الليل للنهارِ فرصةَ المنافسة، وأن أجنحةَ القوافي ترفرفُ تحت طلِّ القمر ومن فوقها الشمس أيضا.
جاء النهار وقدِمَ المحبون للاحتفاء بالضيوف، ولأن الضيوف شعراء فإن المستقبلين لهم كانوا في الغالب شعراء أيضًا.
اجتمعَ الشعرُ في الظهيرة وحلَّقَ في النهار الذي كان واسطة العقد بين مساء الخميس، الذي أطرب وغادر وبين مساء الجمعة المنتظر.
كان نهارًا نادرًا وفريدًا وتاريخيًّا جمعَ الشعر والشعراء فتألق النهار.
هكذا كان مهرجان القصيدة الوطنية الـ ٨ بأدبي بأدبي جازان، لقد جمع الشعر والشعراء ليلًا، وحضر النهار بكل عنفوانه ليقول كلمته وكلمة الشعر في أزهى أيام الوطن.