ونحن معاً … حكاية لا تنتهي

أميمة عبدالعزيز زاهد
تذكّر أن الله ما خلقنا، أنا وأنت، إلا لنكون معًا… كيانًا واحدًا يسير لهدفٍ واحد وطريقٍ واحد ومشوارٍ واحد، معًا في معية الله.
بصدقي وصراحتي، وبحكمتك وثقافتك، سنعرف كيف نتفاهم ونتحاور لنحيا الاحتواء بمعناه الحقيقي.
وكل ما أرجوه منك… ألا تسيء استخدام رجولتك.
فأنا لا أريد أن ألعب معك لعبة القط والفأر، ولا المنتصر والمهزوم، ولا أريد أن نتصيد أخطاء بعضنا.
نحن معًا نريد أن نصحح الوضع ونعالجه ونحتويه، لنرى النور، ونعود لحياةٍ سوية نعيشها تحت ضوء الشمس، لا على ضوء شمعةٍ قد تحرق أحدنا وتذوب بعد حين.
فلا تمارس معي لغة الصمت؛ فصمتك قد يغلق مسامي، ويجفف شراييني، ويختنق كياني. ناقشني… حاورني… قل نعم أو لا…
افتح للتفاهم طريقًا واسعًا، انفعل مرة واهدأ مرات، أقبل وأرفض، أعطِ وأمنع…
المهم أن تدرك الوقت المناسب والموقف الملائم، حتى لا تنام عيناي على وجعٍ، ولا ينام قلبي على ندم.
اعلم أن إقدامي على الارتباط بك والانصهار معك له أهدافٌ كثيرة في نفسي…
فأنا أحلم بسعادةٍ وتوحّدٍ وإشباعٍ نفسيٍّ ومعنويٍّ وعاطفيّ، وبحياةٍ جديدةٍ بروحٍ جديدةٍ وشخصيةٍ متجددة.
معك أريد أن أستعيد ما فقدته من سعادتي، وما تسرب من مشاعري.
أريدك أن تكسر أبوابي المغلقة، وتلغي إقامتي المحددة، وتفتح لي تأشيرة الدخول إلى عالمك،
عالمٍ مختلفٍ أرى وأسمع وأتكلم فيه بحرية…
فتوقظ أنوثتي لتصحو، وتفكر، وتحلم بشكلٍ مختلف.
أريد أن أهمس بشجاعة، دون أن تكون رقيبًا يحذف ما يشاء ويبقي ما يعجبه.
معك أود أن أبني كياني من جديد، كأنثى بلا أغلال ولا قيود،
لأعيش المعنى الحقيقي للحياة والعواطف والنجاح.
أريدك أن تزيل أكوام التراب عن قلبي لتصل أشعة مشاعرك إليه، وبقوتك وحنانك وعطفك تغسل همومي وأحزاني،فنعيش معًا الأمان والمودة والألفة والسكينة.
معك… أريد أن أُسقط كل الحدود والمسافات والممنوعات، وأبوح بكل أحاسيسي دون تردد، فتكون أنت أول من يعلم ماذا وكيف ومتى…
فمعك تودّع مشاعري الخجل والحياء والخوف… دون عودة.
معًا… نفعل المستحيل، نتعلم ونخطئ، نضحك ونبكي، نتخاصم ونتصالح، نتشاجر ونتعانق، نعيش كل المتناقضات والمترادفات:
العقل والجنون، الحيرة والانسجام، البرد والحر، الشتاء والصيف، الربيع والخريف.
معًا نسبح ضد التيار، ومع الإعصار، نتقدّم للأمام، نصعد للأعلى، حتى نبلغ القمة، ولا نهبط إلى القاع، لأننا سنهزم اليأس والإحباط، ونغتال الخوف، ونكسر الحيرة والجهل.
فنحن معًا… لتتلاشى آلامنا وجروحنا، ونملك الطمأنينة والسكينة. معك وبك، أريد أن أسترجع سنواتي وسنواتك.
وباختصار…
معك أريد أن أُحدث ثورةً داخل كياني،
لأسقط القلق والخوف والألم، وأوقّع معاهدة سلامٍ دائمة بين نفسي ونفسك، ذاتي وذاتك، روحي وروحك، عقلي وعقلك، فكري وفكرك، جسدي وجسدك.
لنذوب وننصهر ونتوحد معًا، ونعيد صياغة حياتنا من جديد، نعيش أسرارنا التي لا يعلمها سوانا، ونبحر بعيدًا عن عيون الآخرين…
فأنا وأنت معًا… لن نعرف الندم،
لأننا سنشكّل عالمنا كما نحلم به، وكما يليق بنا.