قصيدة إذا ألقى الزمان عليك شرا

جدة – فواز المالحي

تُعتبر قصيدة “إذا ألقى الزمان عليك شراً” من أبرز الأعمال الأدبية في الشعر العربي الفصيح، حيث نالت شهرة واسعة بين عشاق هذا النوع من الشعر، وارتبطت بمفاهيم الصبر على المحن وشكر النعم. وقد نسبها العديد من محبي الشعر العربي إلى الشاعر إليا أبو ماضي. وقد تناولها الإعلاميون والأدباء في كتاباتهم، كما تغنى بها عدد من المطربين العرب المعروفين. ومع مرور الوقت، وصلت شهرة هذه القصيدة إلى صاحبها الحقيقي، الشاعر اليمني عبدالغفور عبدالله، الذي ظهر في مقطع فيديو ينفي فيه أن تكون القصيدة لأبو ماضي، مؤكدًا أنها من تأليفه وقد وثقها في ديوانه “أنا والظل” الذي نشره بشكل رسمي.

انتساب القصيدة الى غير قائلها

انتشرت القصيدة المنسوبة للشاعر العربي إليا أبو ماضي على مواقع الإنترنت، وتغنى بها العديد من المنشدين في شكل موشحات دينية. وفي هذا السياق، ظهر الشاعر الأصلي للقصيدة، وهو الشاعر اليمني عبد الغفور عبدالله، الذي كان يعمل في أحد المحلات التجارية في السعودية. وأكد عبد الغفور أن القصيدة تعود له، حيث وثقها في ديوانه “أنا والظل”، مطالبًا بحقوقه الأدبية.

غناء القصيدة 

لم يغنِ الفنان كاظم الساهر القصيدة كما توقع الجميع بعد أن ألقاها بصوته. وقد قامت الفنانة الأردنية أنيس قطامي بغنائها في عام 2022، تلتها الفنانة يسرى محنوش التي أدتها في مارس 2024. كما قام الفنان محمد عمر بتلحين وغناء القصيدة في عام 2023، وقدمها في نهاية عام 2024.

إذا ألــقـى الـزمـان عـلـيك شــرّا     …     وصــار الـعـيش فـي دنـياك مُـرّا
فــلا تـجـزع لـحـالك بــل تـذَكّـر     …     فكم أمضيتَ في الخيرات عُمرا
وإن ضـاقت عـليك الأرض يوماً     …     وَبِـــتَّ تَــئـنُّ مــن دُنـيـاكَ قـهـرا
فَــــرَبُّ الــكــون مـــا أبــكـاكَ إلّا     …     لـتـعـلمَ أنَّ بــعـدَ الـعُـسـر يُـسـرا
وإن جـار الـزمان عـليكَ فـاصبر     …     وسَـــل مــولاكَ تـوفـيقاً وأجــرا
لــعــلّ اللهَ أن يــجـزيـكَ خــيـراً     …     ويـمـلأَ قـلـبَكَ الـمـكسورَ صـبـرا
وإن شَـــنَّ الـبُـغاةُ عـلـيكَ حـربـاً     …     وأجــرَوا مــن دم الأحــرارِ نَـهرا
فـــلا تـحـزن فـربُّـكَ ذو انـتـقامٍ     …     سـيصنعُ مـن دم الأبـطال نَـصرا
وإن فـــرضَ الـطـغاةُ عـلـيكَ ذُلّاً     …     فــلا تـخضع وعِـش دنـياكَ حُـرّا
وقــل يــا نـفـسُ لــي ربٌّ كـريمٌ     …     سـيسلخُ مـن ظـلام الـليل فجرا
وإن جـارَ الـصديقُ عـليك ظُـلماً     …     وقـابـلـكَ الــوفـا بُـعـداً وهـجـرا
فــلا تـحزن عـليه وعـش عـزيزاً     …     فـقـد كـنـتَ الـوَفيَّ كَـفاكَ فـخرا
وإن صفت الحياةُ عليكَ فاحذر     …     فـــــرُبَّ بَــلِـيَّـةٍ تــأتـيـك غَــــدرا
فـكـم مــن مُـتـرَفٍ بـالمالِ فـيها     …     فــأصـبـح يــرتــدي ذُلّاً وفــقــرا
وكـم فـي الناس ذو مُلكٍ عظيمٍ     …     وقـــد مــلـكَ الـدُّنـا بَــرّاً ًوبـحـرا
فــبـعـد الــعــزِّ وافــتــهُ الـمـنـايا     …     وأُدخِــلَ فــي ظـلام الـليل قـبرا
هـــي الـدنـيـا فــلا تـركـن إلـيـها     …     ولا تـجعل لـها فـي الـقلب قَـدرا
وَ مُـــدَّ يــديـكَ لـلـرحـمن دَومــاً     …     فـربُّـكَ لــن يَــرُدَّ يـديـكَ صِـفـرا