كتاب بخيت طالع الزهراني «إلى من يهمه الأمر» وجبة ثقافية متنوعة

جدة – الاتجاه:
عندما أصدر الكاتب الصحفي والقاص بخيت طالع الزهراني كتابه «إلى من يهمه الأمر» عام 2012، كان هدفه تقديم وجبة فكرية وثقافية رشيقة الأسلوب، عميقة الدلالة، تتناول قضايا اجتماعية متنوعة بمعالجة محكمة ورؤية واعية.
جمع المؤلف عددًا من مقالاته المنشورة خلال مراحل مختلفة من مشواره الصحفي، وقدمها للقارئ في طبعة فاخرة مدعّمة بالصور، جاءت في 121 صفحة من القطع المتوسط، وأهداها لروح والده ووالدته حبًا ووفاءً وعرفانًا بما قدماه له من دعم ورعاية.
ضمّ الكتاب أكثر من خمسين مقالة وطنية واجتماعية وتربوية وأسرية، بأسلوب السهل الممتنع، وقد سبق للمؤلف إصدار مشابه بعنوان: «رؤية… من شارع الصحافة»، إلى جانب أعماله القصصية المعروفة.

استهل المؤلف الكتاب بمقال: «لن يسرقوا وطننا .. من بين أيدينا»
والذي وثّق فيه لحظة وطنية مؤثرة شهدتها جدة، حين صفّق الأهالي لرجال الأمن بعد القضاء على إرهابيين حاولوا العبث بأمن البلاد؛ لتغدو رسالة واضحة بأن المملكة التي بناها الأجداد بعرقهم وتضحياتهم ليست لقمة سائغة للمارقين ومنحرفي الفكر.
وفي مقال آخر جاء تحت عنوان: «إلى من يُهدّد زوجته .. بـالثانية»
تناول الكاتب سلوك بعض الأزواج الذين يجعلون التهديد بالتعدد أداة ابتزاز عاطفي، مشيرًا إلى أن ذلك يُسيء لفكرة التعدد التي شرعها الإسلام بضوابط الحكمة والعدل، ويخلق حساسية وكراهية غير مبررة تجاه هذه السنة.
أما الختام فكان مع مقال: «من فضلك .. غُضَّ طرفك؟»
والذي انطلق فيه من قصة «إياك أعني واسمعي يا جارة» ليكشف أسلوب تجنّب المواجهة المباشرة في التعبير، وربطه الكاتب بازدواجية المعايير الثقافية والإعلامية في عالم اليوم، لينتهي إلى أن الذكاء أحيانًا يتجلى في الالتفاف اللطيف بالكلمة.
وبين الافتتاح والختام، تتوزع مقالات متنوّعة — اجتماعية وتربوية وأسرية ورياضية وفنية — كُتبت بلغة محببة جمعت الحبكة الصحفية والبلاغة الأدبية، فقدم الكتاب متعة قراءة وفائدة فكرية تمس شرائح واسعة من المجتمع.



