صالح خميس .. يصدر كتاب (التحدِّي في مواجهة الإرهاب .. فكرًا وسلوكًا)

صدر مؤخرا عن دار أسياد للدراسات كتاب (التحدِّي في مواجهة الإرهاب .. فكرًا وسلوكًا) للباحث والكاتب الصحفي الأستاذ (صالح بن خميس الزهراني ) الكتاب جاء في 455 صفحة من القطع المتوسط . ويعتبر اضافة مهمة للمكتبة السعودية والعربية , كونه جاء قراءة متأنية فاحصة لقضية الإرهاب في كل سياقاتها التاريخية والفكرية , وتضاعيف الفهم الديني الملتبس الذي كون مبررا لذلك العنف , اضافة الى محاولة المؤلف الموفقة في حشد الارقام والحقائق والاطر والمحددات , التي شكلت ما يمكن ان نقول انه بحث منهجي متكامل , جمع ما بين التوثيق الممنهج , إلى التنظير الفكري الواعي , وقراءة البعد العميق للظاهرة .
الكتاب بدأ بمقدمة، وسبعة فصول؛ ثم المصادر والمراجع ، وجاء الفصل الأول بعنوان (الإسلام السياسي والإرهاب)، مشتملاً على قراءة في الجذور، والتاريخ، والقاعدة، والطريق المسدود، ومقتل زعيم تنظيم القاعدة .. في حين ضم الفصل الثاني (أسس قيام الدولة السعودية الثالثة)، وتحته الإصلاح التجديدي، وأسس قيام الدولة .. أمّا الفصل الثالث فيتحدث عن السياق التاريخي لظاهرة الإرهاب في السعودية فيما الفصل الرابع كان عنوانه (وقائع الحرب على الإرهاب في السعودية)، وضم ما وصفه المؤلف بانه الأشباح التي تتحرك في الظلام، ووقائع دامية وشهادات، محاكمة المتهمين.
أمّا الفصل الخامس من كتاب (التحدِّي في مواجهة الإرهاب .. فكرًا وسلوكًا) فتضمّن إشكالية الغلو الديني والأمن الفكري ، ومعضلات الأمن الفكري، والمعالجة الفكرية، واستعادة السجناء السعوديين من العراق، والمدخل الديني للمواجهة، والبيئة ومؤسسات المجتمع . فيما كان الفصل السادس يدور حول المؤسسات الدينية في المواجهة كدور المساجد والخطباء . أمّا الفصل السابع والأخير من الكتاب فقد كان محوره معارك احتلال الذاكرة، والحرب الإلكترونية، والتعليم، والتحفيظ، والمراكز الصيفية.
الأستاذ الدكتور “ عبدالعزيز بن صقر الغامدي “ رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية «سابقًا» كتب مقدمة الكتاب , كاختيار موفق من المؤلف لشخصية اقتربت من المشكلة تحليلا وتفنيدا ومعالجة , وقد قال د . الغامدي في جانب من مقدمته : “ لم يكن الإرهاب كظاهرة، إجرامية مشكلة تخصّ الدولة ومؤسساتها فحسب؛ بل كافّة مؤسسات المجتمع الرسميّة والمدنيّة والدّينيّة، فمن يقوم بارتكاب هذه الأعمال الإجراميّة؛ إنما هم من صلبنا، وخرجوا من مجتمعاتنا وأسرنا، وبالتالي فهم منا وإلينا، فإذا ما انخرطوا فِي مسار ضدّ فطرتنا، فإنّ مهمّة إعادتهم إلى جادّة الصواب لا يمكن بأية حال من الأحوال أن تكون مسؤوليّة الدولة ومؤسساتها الحكوميّة وحدها، فهم خرجوا على المجتمع وقيمه وتقاليده، كما خرجوا على الدولة ومؤسساتها ونظمها وقوانينها. فكما للدولة دورها ومهامها، فإنّ على المجتمع – أيضًا – دوره ومهامه في مشاركة مكافحة الجريمة بكلّ الأساليب ووسائل الإعلام “ .
أما المؤلف الأستاذ “ صالح بن خميس الزهراني “ فقد قال في مطلع الكتاب “ : هذا الفعل لا يحتاج إلى الشجب والإدانة فهو يدين نفسه ويشجبها لأنّه مناقض للفطرة السليمة «
ومضى المؤلف يقول : “ إن ظاهرة الإرهاب تحتاج إلى وقفة متأنّية متأمّلة، إذ لا يَكفي شجبها وإدانتها، أو وصف من آثروا الانخراط في زمرة أعداء الدّين والإنسانيّة، ومن آثروا الوقوف ضدّ مجتمعهم وأهلهم، يعملون فيهم تقتيلاً وتدميرًا وترويعًا، بأبشع النّعوت والصّفات.. لأنّ هذا الفعل؛ لا يَحتاج إلى الشجب والإدانة، فهو ببساطة يدين نفسه ويشجبها، لأنّه مناقض ومضاد للفطرة السليمة “ .
وأوضح المؤلف “ صالح بن خميس “ .. (إن الأصل في العلاقة بين الكائنات الحيّة في مجتمعاتها هو التعاون والتآزر، وتأمين الحماية، حفظًا للنوع من الهلاك.. وخروج هؤلاء عَلى هذه الفطرة، تحت ستار الدّين الإسلامي، الذي يدعو إلى إعمار الأرض ) .
مضيفا : “ إن الإرهاب يحتاج إلى وقفة جادّة، لأن الخطر الذي يُهدد به هؤلاء مجتمعاتهم وأوطانهم، يَفوق كلّ خطر، لسبب بسيط؛ وهو أن الناس دائمًا أقدر عَلى مواجهة الخطر الذي يَأتي مِن الخارج، أمّا الخطر الذي يَأتيك مِن حيث لا تحتسب -مِن داخل سربك الذي يُفترض فيه أن يحميك حين تغفل- فأمر آخر “ .
وفي مواجهة هذه المشكلة، يرى المؤلف عدم الاكتفاء بالتحليلات والإجابات السهلة التي تريحنا، وترفع عنا وعن كواهلنا مشقة البحث الجاد عن إجابات عن أسئلة حارقة ، لماذا لا نسأل بدلاً من دس الرأس في الرمال؟ .. مستطردا : إذا كانوا على هذا القدر مِن السّذاجة والجهل.. فلماذا لم نسلّحهم بما يعصمهم مِن الوقوع كضحايا للتّغرير؟! ما هي مسؤوليتنا عَن انحرافهم؟! كيف نستطيع أن نعالج من أُصيب بفيروس التّطرّف والإرهاب منهم؟ .. وكيف نحصّن من لم يصب بعد بعدوى هذا الفيروس؟ ..
وختم المؤلف الأستاذ “ صالح خميس “ بالتأكيد على .. ( أن التصدي لهذه الظاهرة ومحاربتها، إنَّما هو مسؤوليّة الجميع، لا يُستثنى أحدا مِن هذا الواجب، لأنّ الوطن في مواجهة الخطر يتدرع بكل أبنائه ) .