سوريا الجديدة .. الأمل الجميل

سعيد حسين الزهراني
في فترة الجاهلية، كان القتل والنهب والسلب والسرقة وقطع الطرق أمورًا شائعة، حيث سادت مقولة “البقاء للأقوى”، مما أدى إلى فوضى وضياع وخوف شديد على الأرواح والأعراض والممتلكات. لكن بفضل الله، وُجد من تولى تطبيق الشريعة الإسلامية السمحة والقوانين الدولية، مما ساهم في وضع حد لممارسات الظلم ونشر الأمن والاستقرار، مما أدى إلى ازدهار مختلف جوانب الحياة. وبهذا، انتهت معاناة الشعوب من قوى الفساد والطغيان.
أصبحت الدول تتنافس في هذا المجال، حيث كانت بلادنا مثالًا يحتذى به، إذ تصدرت المشهد منذ زمن بعيد بفضل قادتها الذين يسعون لتحقيق العيش الكريم لشعبهم، مما جعل بلادنا ملاذًا للعديد من شعوب العالم للعيش بكرامة ورغد.
بينما تتسابق الدول لوضع القوانين التي تحمي حقوق الشعوب، انحرف حكام سوريا السابقين عن طريق الحق والعدل، متجاهلين الأنظمة والقوانين الدولية. فقد أسسوا أكثر من مائة مركز، علني وسري، حيث مارس بشار الأسد وزمرته الظالمة أنواعًا من التعذيب والإيذاء الجسدي والنفسي، بالإضافة إلى العنف الجنسي. ومن بين هذه الانتهاكات، سجن “صيديانا” المعروف بمجازره وإعدامه الجماعي، فضلاً عن المقابر الجماعية المنتشرة في سوريا وتهجير الملايين بعد تدمير المدن والقرى بفعل القنابل والصواريخ. ولم يقتصر أذاهم على شعبهم، بل قاموا بتصدير المخدرات إلى دول الجوار، حيث أنشأوا مصانع تحت حماية زمرتهم الفاسدة، كل ذلك لأن الشعب المكلوم يرفع شعار “ربنا الله”.
ولأن الله قال في محكم التنزيل: “أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير”، فقد قيض سبحانه وتعالى صادقين استطاعوا بفضل الله خلال اثني عشر يومًا الإطاحة بالحاكم الفاسد بشار، الذي حكم الشعب السوري لعقود بالحديد والنار.
وبمجرد أن تولى هؤلاء الأبطال زمام الأمور في سوريا بدعم من الشعب ومباركة الدول المحبة للسلام، ظهرت قوى الظلم من جديد بتأسيس ما يسمى بالجبهة الإسلامية، التي انضمت إليها فلول النظام السابق بدعم من حزب الشيطان ومرتزقة من قوى إقليمية فاسدة، محاولين تقويض السلم في الدولة التي عانت من أفعالهم الشيطانية. لكن الله غالب على أمره، فقد تمكن السوريون من التصدي لهم وأفشلوا مخططاتهم.
فإلى الأمام أيها السوريون، واثبتوا على تطهير وطنكم من قوى الظلم والفساد، مع ضرورة أخذ الحيطة والحذر من أولئك الذين يقفون وراءهم ويدعمونهم، الذين يراهنون على العودة إلى سوريا لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. قال الله تعالى: “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم وينصركم على القوم الكافرين”.