صحيفة,أخبار,جريدة,صحف,جرائد,أخبار اليوم,أخبار عاجلة,آخر الأخبار,صحيفة إلكترونية,صحيفة رقمية,منصة أخبار,بوابة إخبارية
مقالات

في حضرة الحُب

أميمة عبدالعزيز زاهد

ما الدنيا بدون الإحساس بالحب؟ ذلك الشعور الذي زرعه الله في كل الكائنات، دون استثناء، ليتجلى في كل تفاصيل الحياة. الحب هو الرحمة، هو العطاء، هو العطف والحنان. هو منبع الوفاء، والأمانة، والشجاعة، والإيثار، والصدق، والحياء.

هو من يمنحنا الاحترام والدفء، الحيوية والطهارة، النجاح، الصبر، والتضحية… فلا يمتلك كل تلك الصفات إلا قلبًا أحب بصدق. الكلمة الطيبة، والابتسامة الرقيقة، واللمسة الحانية… كلها لغة لا يجيدها إلا محب، تُقال في كل زمان، وتُفهم في أي مكان، وتتردد على لسان الإنسان في كل مرحلة من عمره، وفي كل دور يؤديه في الحياة. “وكل حب ينبت في ظل رضا الله… لا يذبل”.

فالحب أرقى المشاعر الإنسانية، هو أملٌ، إيجابيةٌ، بل هو مرآة الصحة النفسية. الحب هو الحنان، هو الأمان، هو الحضن الدافئ الذي لا يعوضه شيء. هو حلم، هدف، إرادة، طموح، وحتى جرأة وجنون! الحب هو الشوق، هو الوله، هو الحنين… هو الشكر والتقدير والرحمة، هو المشاركة، الوفاء، الصدق، والإخلاص، هو الشعور بالانتماء، الراحة، الطمأنينة، والسكينة. “نحب لأننا خُلقنا على صورة الرحمة… لا على صورة القسوة.”

ومن منا لا يبحث عن الحب؟ ومن منا لم يكن يومًا محبًا أو محبوبًا؟ نغضب، نفرح، نتألم، نبتهج… ولا نلجأ إلا لمن نحب. نحتاج الحب لنعيش بسلام، لنتذوق الحياة، لنفهم أنفسنا والآخرين.

 لكن… كما أن الحب سموّ، قد يُساء فهمه أو استخدامه: هناك من يعيش الحب بصدق، وهناك من يتقمّصه بالخداع. من يحيى به بوعي، وآخر يعبث به بجهالة. من يحفظ كرامته فيه، ومن يفرّق بين الذهب والصفيح! “الحب فطرة، لكن تهذيبه عبادة.”

فالحب لا يفقد قيمته، إلا حين يفقد بريقه، وطهارته، ونقاءه. فلنُحب بصفاء، لنبتسم ونسامح من قلوب محبة. كلمة صادقة، لحظة طيبة، قد تسكن قلبًا وتداوي وجعًا لا نعلمه.

الحياة أرحب من أن نضيقها بالحزن، والقلوب أطهر من أن نلوثها بالحقد، والحب أسمى من أن نخنقه بالشك، أو نخونه بالكذب والعناد. الحب ليس خيالًا نحلق فيه، ولا حلمًا هاربًا.

 الحب هو أن نعيش الخير بكل ما فيه، وأن نرفض الشر بكل ملامحه، هو مشاعر صادقة، شفافة، مرهفة، تنمو حين تجد أرضًا حاضنة… وتذبل إن أهملناها.

“من أحبّ الله، أحبّ الخير للناس، وأحبّ الصدق في القول، والنقاء في النية.”

وإن كنا قد تحدثنا عن الحب في أشكاله الإنسانية، فإن أرقى الحب وأعظمه… هو حب الله جلّ في علاه، ذاك الحُب الذي يملأ القلب طمأنينة، ويمنح النفس يقينًا، ويهدي الروح إلى السلام. ثم حبّ نبينا الكريم، محمد ﷺ، الذي علمنا كيف نُحب، وكيف نُعطي، وكيف نرتقي بأخلاقنا حتى نكون رحماء، أوفياء، صادقين. فمن ذاق حلاوة هذا الحب… لن يضيع، ولن يُخذل، ولن يتيه.

“وإذا اجتمع في القلب حب الله، وحب نبيه، وحب الناس في الله… فإن هذا القلب لا يعرف إلا النور، ولا يتنفس إلا سلامًا.”

فالحبّ في أصله عبادة، ومنتهاه رضا، وأجمل ما فيه أن يكون لله وبالله… وفي الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com