آراء و تدوينات

في حضرة الطين

ريما آل كلزلي

رأيتُهُ…
يجلسُ مثلَ نبيٍّ،
بين يديه طينٌ،
وفي عينيه بحارُ أسرارٍ
لا تُدركها الريحُ،
ولا تُحدّث عنها المرايا.

كانت يداهُ
تُشكِّلان الكونَ في صمتٍ،
تقتلعُ المعجزاتِ من الأرضِ،
وتصنعُ منها أغنياتٍ
تُغنّيها الضفاف
حين يسكنها الماءُ
أو يُعانقها الضوء.

تأملتُهُ…
كيف يطوّق الطينَ
بأصابعهِ كأنّهُ عاشقٌ،
وكيف يُمرّرُ عليهِ أنفاسَه،
كأنّهُ يُحيي جماداً
بسرِّ الحياة.

كنتُ صافنةً
كأنّني شجرةٌ نسيت جذورها،
أتأرجحُ بين دهشةِ النظرِ
وجنونِ الجمال.
كيف يُصبحُ الطينُ أبديةً؟
وكيفَ يتحوّل البسيط
إلى معجزةٍ،
حين يلمسُهُ فنان
يكتبُ الأساطير؟

أفكّرُ…
هل الطينُ معجزةٌ،
أم اليدُ التي تُشكّلهُ؟
أم العينُ التي ترى؟

رأيتُهُ…
هذا الخزّاف
يصنعُ آنيةً تشبهُ قصيدةُ خلود،
وأنا،
أكتُبُ عنهُ
كأنّني أُعيدُ تشكيلَ الطين
بكلماتٍ
وأَكتشفُ نفسي
في مرايا الجمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com