ذكريات مغترب – 5

يوسف أبو عواد
يرونك حيث تضع نفسك ….
شهادتي مجروحة في الشعب السعودي، لقد عشت بينهم كواحد منهم، لم أشعر كما قد يشعر البعض، أنه أجنبي، لأني باختصار خدمتهم بكل مهنية وشرف وأمانة ووفاء، وطدت أفضل العلاقات معهم، علاقات مبنية على أساس من الأخوة والاحترام.
عملت في نجران في سلك التعليم، سبعينيات القرن الماضي، ولم تزل تربطني وشائج محبة مع أصدقاء في نجران، وشوقي إلى الشرفة والمركب والعريسة، كشوق نجراني إليها مبتعث في كاليفورنيا.
وعملت في الجوف بضع سنوات في التعليم، قبل انتقالي للعمل الخيري، وقد أتاح لي عملي بالجوف كمدير عام لجمعية البر الخيرية، ومحرر متعاون مع مجلة اقرأ، ومراسلا لها بالمنطقة، أن تكون لي علاقات مع كافة شرائح المجتمع، مسؤولين، ورجال أعمال، وأعيان المنطقة، وشباب وكنت معهم في مشباتهم، وسهراتهم، حاضرا في مناسباتهم.
خدمت المنطقة على الصعيد الخيري، وفي مجال رعاية وتأهيل الأطفال ذوي الإعاقة، إلى جانب تغطيات الإعلامية للمنطقة في مجلة اقرأ الأسبوعية الصادرة في مدينة جدة.
شعر الناس ولمسوا على أرض الواقع، إخلاصي ووفائي في عملي، وشاهدوا لي بصمات وإضافات، في خدمة المنطقة، فقلدوني وشاحا ونواطا من التقدير والاحترام، وأكاد أجزم أن اسمي أثناء تواجدي بالجوف كان معروفا للجميع، على حد سواء في حواضر المنطقة وباديتها، وأعتز ان صلتي بالجوف لم تنقطع حتى الآن.
أتواصل مع إخوة لي هناك، وعلى يقين، لو قدر لي أن أزور الجوف، فإنني سأكون ضيفا عزيزا، على إخوة أعزاء، نأت بيني وبينهم المسافات، لكن القلوب جد قريبة ما نال منها بعد، ولا أزرت بها جفوة.
وبانتقالي للرياض مستشارا بأكبر جمعية في الوطن العربي لرعاية وتأهيل الأطفال ذوي الإعاقة، يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، حظيت بتوطيد علاقات متينة، ويكفيني فخرا أنني أمضيت آخر تسعة أعوام من إقامتي بالمملكة، أنني كنت خلالها مقيما في قصر المعزب الغالي معالي الأمير سلطان بن عبدالرحمن السديري، الأمير الأسبق لمنطقة الجوف حفظه الله.
وفي اقامة امتدت زهاء أربعة عقود بالمملكة، لم أشعر أنني اجنبي، فالشعب السعودي شعب عروبي بامتياز، يراك حيث تضع نفسك، ويكفي للتدليل على اعتزازي بعلاقاتي مع الأحبة أصدقائي السعوديين، أن صاحب هذه المنارة الإعلامية، (الاتجاه)، الأخ بخيت الزهراني حفظه الله تاريخ ميلاد اخوتي معه عام 1983م.
دام عزك يا وطن الشم الميامين.