google-site-verification: google5690d0d4babd69ee.html
صحيفة,أخبار,جريدة,صحف,جرائد,أخبار اليوم,أخبار عاجلة,آخر الأخبار,صحيفة إلكترونية,صحيفة رقمية,منصة أخبار,بوابة إخبارية
مقالات

حياتنا في كلمة

أميمة عبد العزيز زاهد

علينا أن نفهم ونعي كل كلمة تخرج من حنجرتنا وأن نقوم بفلترتها قبل أن نقولها، فنحن بكل بساطة نلخص اتجاهاتنا ومعنوياتنا وأمزجتنا كلها بتصرفاتنا التي نترجمها من خلال كلماتنا.

 نعم كلمة قد ترفعنا لسابع سماء وأخرى قد تهوى بنا إلى القاع، كلمة تخرج من دون قصد تحبط إنساناً كان في قمة نشاطه وعطائه، وكلمة قد تحفز عاطلاً للعطاء والعمل، وكم من كلمة دمرت مستقبل طالب عندما يصفه معلمه بالغبي فيكسر همته ويشعره بالنقص ويغلق باب عقله عن الفهم، أنتِ هبلة وساذجة وعبيطة، كلمات قد تحول إنسانة طيبة القلب إلى قاسية حتى تمحو عنها صفة رائعة أصبحنا نفتقدها في حياتنا.

وكم من كلمة حب خادعة من شخص مستهتر يتغير بسببها مجرى حياة الفتاة إلى واد سحيق، هي مجرد حروف بسيطة فقط، وتتشكل بعدها قذائف نصيب فيها من أمامنا فأنت عصبي تثير الحليم، وأنت ظالم تريح المظلوم وأنت متكبر أو ظالم أو عصبي أو أناني أو شرير أو بخيل أو حسود أو كسول أو خامل.

 صفة قد لا تكون في مكانها يوصم به الفرد حتى من لا نعرفه لمجرد أننا سمعنا عنه ذلك فنتعامل معه على أساس ما سمعناه، الكـلـمـة الــتــي تـنـطـلـق مــــن أفـواهـنــا فتدمي من نحب، عندما نعاتبهـم بأنانية أو نحاسبهم بقسوة

هل فكرنا لحظة أن نتهم أنفسنا بالتقصير والخطأ، بل على العكس نحن نستميت بالدفاع عن تصرفاتنا وإبراء أنفسنا من أي تهمة أو صفة يتهمنا بها الآخرون، ودائماً نقوم بمحاولة إراحة ضمائرنا لنبرر أخطاءنا ونهونها، في حين نهول تصرفات غيرنا ونحاكمهم بكل قسوة ونتهمهم بلا رحمة، وننسى أننا كم نخطئ في حق أنفسنا وحق الآخرين حين ننسى محاسن من أمامنا لحظة ارتكابه ذنباً أو خطأ غير مقصود، رغم أننا لا نستطيع أن ننكر بأننا جميعنا قد وقفنا في يوم ما موقفاً كنا فيه في قمة الأنانية.

 فكلنا نرى أنفسنا على حق وأننا مسالمون وطيبون، بل ونرثي على حالنا؛ لأن الدنيا لم تمنحنا الفرصة التي نستحقها ولم نأخذ حقنا ولا فرصتنا، ونتفنن في إلقاء الكلمات دون وعي من هنا وهناك وما المشكله فهي مجرد كلمة…

 حقيقي هي مجرد كلمة، ولكن ربّْ كلمة قالت لصاحبها دعني، ونجهل بأن كلمة طيبة قد تفعل المعجزات، فمن لانت كلمته وجبت محبته، فالكلمة الطيبة لها قدرة عجيبة في زرع الثقة في النفس أو نزعها.

فعلينا أن نتحلى بحسن الخلق والتسامح وحسن الظن ونتجنب المجادلة التي لا هدف منها وأن نعني ما نقول ونقول ما نعنيه وأن نفـكـر بتأن قبل أن نـتـحـدث، حتى لا نجرح أو نؤلم أو نتسبب للآخرين بإعاقة نفسية تــتـــرك بـصــمتها في الــذاكــرة،

وقد قال الحبيب عليه الصلاة والسلام

 (الكلمة الطيبة صدقة)

وقال:

(اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم يكن فبكلمة طيبة) فلماذا لا نجعل الكلمة الطيبة شعاراً نطبقه في كل معاملاتنا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com