وداعا أشرف سالم
حسين بن صبح الغامدي
مات الدكتور أشرف سالم، لم أستوعب بعد!..
لازالت الأمسية التي قدمته فيها حاضرة في ذهني، لازالت الدعابات التي تبادلناها ساخنة، لازالت ورقته النقدية المميزة محط إعجابي وإعجاب الحضور، لازالت قصائده المناسبة للموقف والمكان تثير انتباهنا.
كان أشرف سالم يقدم لي التغذية الراجعة لكل مقال أكتبه في هذه الصحيفة “الاتجاه”.
كان يفرحني أنه قرأني، لم يمض وقتا طويلا منذ أن فقد ابنه أسامه رحمهما الله، وهاهما الآن فقيدان، في الجنة بإذن الله …
يا إلهي … لماذا انشغلت عنك يا دكتور الأسبوعين أو الثلاثة الأخيرة.
أتذكر أنني بعد الأمسية الأخيرة أجريت اتصالا هاتفيا معك.. وسألتك أين اختفيت بعد الأمسية!!
واستحضرنا بعض التعليقات، ونقلت لك انطباع الحضور عن تميزك وخاصة مؤلفة مجموعة “خدش الأرواح” التي قدمت قراءة نقدية حولها.
مواقف كثيرة حضرت في ذهني كومضة.. مواقف جعلتني أكرر كم هو أبيض هذا الإنسان، وكم هو نبيل، وكم هو صاحب لمسة إنسانية وقيمة أدبية رفيعة.
لعل الله أحبك مثلما أحبك الناس وأرادك بجواره..
لعله قدرك الجميل أن ترتاح من الحياة وأوجاعها وتنتقل إلى الحياة الدائمة. الحياة المستقرة التي لا ألم فيها ولا معاناة.
اللهم أغفر للدكتور أشرف سالم، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مدخله، ونقّه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم أحسن إليه وتجاوز عنه وأجعل قبره روضة من رياض الجنة. اللهم ألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
أحسن الله عزاءكم وعظّم أجركم وهوّن مصيبتكم…
”إنا لله وإنا إليه راجعون”