آراء و تدوينات

ذكريات مغترب – 3

يوسف أبو عواد

في ألبوم الصور، وديوان الذكريات، مواقف كثيرة مع معالي أمير منطقة الجوف الأسبق الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري يرحمه الله، أذكر منها أنني كنت جالساً في مكتب معاليه في إمارة منطقة الجوف، ذات يوم حين طلب معاليه احضار مواطن مشتكي على مواطن آخر، يطالبه بمبلغ مالي، حضر المواطن المشتكي، سأله معالي الأمير عن المبلغ الذي له على المواطن المسجون، وسأله كم يمكنه أن يخصم من المبلغ، لا يحضرني حقيقة رقم مبلغ الدين ولا المبلغ الذي خصمه المشتكي.

لكن ما اذكره جيدا أن معاليه تحمل الجزء المتبقي من المبلغ، واتصل على السجن ليتنازل الرجل عن شكواه، ويخلى سبيل الرجل المدين المسجون، لا زال هذا الموقف راسخا منقوشا في ذاكرتي، عصي على النسيان، والشيء من أهله لا يستغرب.

موقف آخر، بعد أن ترأس معاليه اجتماعا لمجلس إدارة جمعية البر الخيرية  بالجوف عام 1985، التي كنت مديرا عاما لها، قال لي معاليه، ما تقدموه من مساعدات للمحتاجين، نفعه محدود، حاولوا أن تعملوا خدمات لذوي الإعاقة، فيه استدامة خدمة لفئة عزيزة علينا،  فكان توجيه معاليه، خارطة طريق، أفضى إلى توفير منظومة لخدمة ذوي الإعاقة تمثلت في معاهد أمل وتربية فكرية للذكور والاناث، ومركز للتأهيل الشامل، ومركز لرعاية وتأهيل الأطفال ذوي الإعاقة بالجوف، هو أول مركز تشغله جمعية الأطفال ذوي الإعاقة بعد مركزها الرئيسي بالرياض، ليكون ترتيب مركز الجوف رقم 2 في الإنشاء بين 12مركز تديرها حاليا جمعية الأطفال ذوي الإعاقة بمختلف مناطق المملكة، ولتكون منطقة الجوف من أولى مناطق المملكة التي اكتملت لديها في وقت مبكر منظومة متكاملة لخدمة مختلف فئات ذوي الإعاقة.

ولذكريات تعاوني مع مجلة اقرأ نصيب وافر في الذكريات …

أذكر في إحدى السنوات ذهبت من الجوف إلى عرعر (150كم) لإجراء مقابلة صحفية مع رئيس بلدية عرعر، الأخ محمد كريم العطيات، وأرسلت مادة المقابلة وفيلم الصور بالبريد للمجلة، ولا أدري أهو خطأ متعمد أم وقع سهواً، تم نشر اللقاء وصورة للأخ العطيات ويظهر قريبا من وجهه في الصورة فراشة، وواجهت من الاحراج ما لا يشفع لي معه اسف كغلط ولا حتى اعتذار.

واستمرارا لمطبات وإحراجات العمل الصحفي، أذكر في العام 1406 أن زار الجوف الأستاذ أسامة بن أحمد  السباعي، ممثلا عن الأستاذ علوي طه الصافي رئيس تحرير مجلة الفيصل، حل ضيفا على إمارة منطقة الجوف، ومعه مصور تركي الجنسية، وكان الهدف من الزيارة، هو لعمل تحقيقين صحفيين عن  مدينتي سكاكا ودومة الجندل لباب مدينة وتاريخ بمجلة الفيصل، واستدعاني معالي الأمير، وطلب مني أن أرافق المصور التركي لالتقاط صور لمعالم المدينتين والأماكن الأثرية،  وإعداد المادة الصحفية المطلوبة  لمدينة سكاكا ولمدينة دومة الجندل، غادر الأستاذ أسامة، وتركني مع المصور التركي، لا هو يجيد اللغة العربية ولا حتى الانجليزية، وانا لا أجيد اللغة  التركية

 وبالتالي لم يحصل بيني وبينه تنسيق أو تواصل ومفاهمات، أخذ الصور والمادة وسافر، لأفاجأ أنه عند نشر مادة مدينة وتاريخ دومة الجندل، بترويس صفحة غلاف المجلة بصورة لمواطن من سكان مدينة سكاكا، كنا قد صورناه بمتحف ديوانية العمدة الشيخ فهد بن سن البليهد، مجلة الفيصل وضعت صورته على غلاف المجلة، وكتبوا تحت صورته على الغلاف عبارة ” وجه من دومة الجندل”، ما حصل أن هذه الصورة لشخص آخر والعبارة وجه من دومة الجندل، وقد تسببت في زعل بعض أبناء مدينة دومة الجندل، واشتكوني عند مقام الإمارة، ولكن معالي الأمير تفهم الموضوع، واتضحت الصورة لمن اشتكى من أبناء دومة الجندل، ومر الموقف بسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com